اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 177
أ- عن عامر بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية , حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلاً , ثم إنصرف إلينا , فقال صلى الله عليه وسلم , سألت ربي ثلاثاً , فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة , سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألته ألا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها [1].
نلاحظ أن الطلبين الأول والثاني يتعلقان بأسباب قدرية صرفة ليس للأمة مسؤولية فيها وليس من كسبها ولا من صنع يدها , ولا يمكن أن يدفعها من هلاكها إلا قدر الله تعالى.
وأما الطلب الثالث فمتعلق بعمل الناس واجتراحهم واجتنابه أو علاجهم بأيديهم وقد أرشدهم إلى أسباب الأخوة والوحدة وحذرهم من أسباب العداوة والفرقة فلن يكون بأسهم بينهم إلا بمخالفة أحكام دينهم وتفريطهم فيما فرض عليهم , فليس أمامهم إلا أن يحلوا مشاكلهم الناجمة عن أفعالهم بأنفسهم , وأن يحتاطوا ويسدوا أبواب الفتن والصراعات وإلا فليتحملوا نتائج الإخلال والتفريط ونتائج التعدي لحدود الله.
ومن التحصينات الإسلامية ضد التصارع والتفرق والفتنة , أن فرض على المسلمين أن يكون " وأَمْرُهمُْ شُورَى بَيْنَهُمْ". [1] - مسلم ك واشراط الساعة,
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 177