اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 55
شيء والقول بالخروج شيء آخر، ويظهر أنه كان يرى رأي الحسن البصري من أن صلاح الرعية يؤدي لا محالة إلى صلاح الراعي، وأن الحاكم مظهر من مظاهر الشعب، ولذلك وجه جهوده لإحياء السنة وحث الناس على القيام به [1].
وعليه أغلب فقهاء المذهب اتقاء للفتنة، وحفاظاً على الجماعة، وإن كانت هناك بعض إشارات إلى جواز الخروج [2] , فابن تيمية- رحمه الله- يعرض لقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [3]، فيقول: "فمن عدل عن الكتاب قوم بالحديد، ولهذا كان قوام الدين بالمصحف والسيف، وقد روي عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما-، قال: أمرنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن نضرب بهذا- يعني السيف- من عدل عن هذا يعني المصحف [4].
موقف الظاهرية: لعل أكثر فقهاء أهل السنة وضوحاً في مسألة الخروج هم أهل الظاهر، فقد ذكر ابن حزم- رحمه الله- أنه إن قام على الإمام الفاسق من هو أعدل منه، وجب أن يقاتل مع القائم، [1] محمد أبو زهرة، ابن حنبل، دار الفكر العربي 1367هـ- 1948م، ص (141). [2] شرح ابن عقيل وابن الجوزي بجواز الخروج على الإمام غير العادل، وهو ظاهر كلام ابن رزين, انظر: المرادي، الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل، الجزء العاشر ص (311). [3] سورة الحديد: الآيات: 25/ 57. [4] ابن تيمية، السياسة الشرعية، بيروت: دار الكتب العربية 1386هـ- 1966م ص (24).
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 55