اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 38
تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون, فمن جاهدهم, بيده فهو مؤمن, ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن, ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل) [1].
قال ابن رجب الحنبلي- رحمه الله-:
"وهذا يدل على جهاد الأمراء باليد" [2] , وهو نص صريح في المسألة, ومنها حديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: (إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له: إنك أنت ظالم فقد تودع منهم) [3].
وعن عقبة بن مالك- رضي الله تعالى عنه- قال: بعث رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- سرية فسلمت رجلاً منهم سيفاً فلما رجع قال: لو رأيت ما لامنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-؟ قال: (أعجزتم إذا بعثت رجلاً فلم يمض لأمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري) [4].
وهذا الحديث يدل على أمر النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- بأن الإمام إذا لم يمض على سنة النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وحاد عنها، فإنه يعزل ويجعل مكانه من يتبع السنة ويسير على منهاجها. [1] مسلم: صحيح مسلم, كتاب الإيمان, باب: النهي عن المنكر من الإيمان رقم (50) (1/ 70). [2] ابن رجب: جامع العلوم والحكم ص (304). [3] أحمد: المسند (2/ 163) , وقد صحح أحمد شاكر هذا الحديث, انظر: تخريجه المسند, حديث رقم (6521) (10/ 30). [4] أبو داود: سنن أبي داود, كتاب الجهاد, باب في الطاعة (7/ 291) , وقال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط: إسناده حسن، قال المنذري: ذكر أبو عمر النمري وغيره أن عقبة هذا روى عن النبي- صلى الله عليه وسلم- حديثاً واحداً. انظر: جامع الأصول لابن الأثير (4/ 71)، وكلام المنذري في عون المعبود (7/ 291)، وعزاه صاحب كنز العمال إلى الخطيب البغدادي في المتفق (5/ 297) ح (14415).
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 38