responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان    الجزء : 1  صفحة : 28
في بعض الأمور ما كنتم فاعلين؟ , فقال بشير بن سعد: لو فعلت ذلك قومناك تقويم القِدْح- أي عود السهم فقال عمر: أنتم إذاً أنتم" [1].
ونحن في العالم الإسلامي نعيش في هذه الأيام فرصة للتصحيح والتغيير للأفضل في العلاقة بين الحاكم والمحكوم, فالواجب هنا أن تمتد جسور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الحكام والشعوب {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [2] فكل بحسبه, فمن كان يستطيع إيصال النصيحة مباشرة إلى المسؤول فهذا واجبه، فإن كان الرفق أحرى بقبول النصيحة فليترفق، وإن كانت الشدة أبلغ في تأثير النصيحة فلا عليه فإن "أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِر" [3].
فإن لم يجدِ ذلك فيجري التشهير به وفضحه في كل ميدان كما قال تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [4] , فسرقة المال العام من الفساد البين، وإذا كان الزاني والزانية يأمر الله بالتشهير بهما {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [5]، فكيف بالفساد المالي وسرقة الملايين التي رصدت لحاجة الناس الضرورية ومرافقهم الهامة من المستشفيات والتعليم والمواصلات وغيرها فهذه من باب أولى.

[1] ابن الجوزي: صفوة التصوف رقم (418).
[2] سورة آل عمران: الآية: 110.
[3] أبو داود: سنن أبي داود رقم (4344) , من حديث أبي سعيد الخدري.
[4] سورة النساء: الآية: 148.
[5] سورة النور: الآية: 2.
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست