اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 17
والأحاديث واضحة الدلالة على أنه يشترط للسمع والطاعة أن يقود الحاكم رعيته بكتاب الله, أما إذا لم يحكم فيهم شرع الله فهذا لا سمع له ولا طاعة وهذا يقتضي عزله، وهذا من صور الحكم بغير ما أنزل الله المفسقة والمسوغة لعزله, أما المكفرة فهي توجب عزله ولو بالمقاتلة [1].
ثالثاً: العزل على أساس المسئولية
يرى أهل السنة بأن الحاكم قائم على الاختيار، وهو في تسييره لأمور دولته يعتمد على الشورى ضمن الكتاب والسُنّة, وأنه ليس بمنأ عن المسألة.
وقد ورد العديد من النصوص الشرعية في الوعيد والتهديد لكل معرض عن شرع الله.
يُروى أن الأمام الزهري دخل على الوليد بن عبد الملك فقال له: "ما حديث يحدثنا به أهل الشام؟ قال: وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: يحدثوننا أن الله إذا استرعى عبداً رعية كتب له الحسنات ولم يكتب له السيئات, قال: باطل يا أمير المؤمنين, أنبي خليفة أكرم على الله، أم خليفة غير نبي؟ قال: نبي خليفة قال: فإن الله تعالى يقول لنبيه داود- عليه السلام-: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ [1] كما بيانه في بحثنا في الطرق غير السليمة في عزل الحاكم الفاسد.
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 17