اسم الکتاب : أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل المؤلف : الهيتمي، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 73
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
زاد مسلم: «لا بل مثل الشمس والقمر، وكان مستديرا» وأفاد بهذا الأخير أنه جمع الصفتين الاثنتين، لأن قول السائل: «مثل السيف» حتى أنه أراد به الطول واللمعان، فرده المسئول ردا بليغا وجمع الكوكبين، لأن الأول يراد به غالبا التشبيه فى الإشراق والإضاءة، والثانى يراد به التشبيه فى الملاحة والحسن، فبين أن وجهه صلى الله عليه وسلم جمع هذين المضيئين مع ما فيه من نوع استدارة وطول كما مر تقريره، مع بيان الحامل على السؤال.
وأخرج البخارى عن كعب بن مالك «كان صلى الله عليه وسلم إذا سر، استنار وجهه، كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف منه» [1] أى الموضع الذى يتبين فيه السرور، وهو جبينه، وقالت عائشة: «إذا كان مسرورا تبرق أسارير وجهه» [2] ولذلك قال: «قطعة قمر»، وللطبرانى:
«التفت إلينا رسول صلى الله عليه وسلم بوجهه مثل شقة القمر» [3]، وهذا محمول على صفته عند الالتفات. وبما تقرر يعلم أن وجه اقتصار كعب فى الرواية الأولى على: «قطعة قمر» مع كونه من شعراء الصحابة وحكمائهم؛ أنه إنما أراد تشبيه قطعة من وجهه، وهى جبينه إذا سرّ حينئذ لا يسعه أن يشبه هذه القطعة بالقمر جميعه، لأن فى رواية عنه شبه الوجه جميعه «بدارة القمر» فلزمه تشبيه بعضه ببعضه، وهذا الذى ذكرته ظاهر يندفع به ما قيل سبب الاقتصار على القطعة؛ الاحتراز عما فى القمر من السواد، لأن وجه التشبيه بالقمر من الإضاءة والملاحة لا يخفى على أحد، ولا يتوهم من التشبه به خلافه، ولا يحتاج للاحتراز عنه. [1] رواه البخارى فى المناقب (3556)، ومسلم فى التوبة (2769)، والإمام أحمد فى المسند (3/ 459)، (6/ 390)، والحاكم فى المسند (2/ 605)، والبيهقى فى الدلائل (1/ 197)، من حديث كعب بن مالك رضى الله عنه. [2] رواه البخارى فى المناقب (3555)، (3731)، (6770)، (6771)، ومسلم فى الرضاع (1459)، وأبو داود فى الطلاق (2267)، (2268)، والترمذى فى الولاء والهبة (2129)، والنسائى فى الطلاق (6/ 184)، وأحمد فى المسند (6/ 82،226). [3] ذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد (8/ 280)، وعزاه للطبرانى وقال: فيه من لم أعرفهم.
اسم الکتاب : أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل المؤلف : الهيتمي، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 73