اسم الکتاب : الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية المؤلف : أبو أسماء محمد بن طه الجزء : 1 صفحة : 556
يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا.
ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - القصواء حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ، فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ إلى الصَّخَرَاتِ [1]، وَجَعَلَ حَبْلَ الْمُشَاةِ بين يديه [2]، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ [3]، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفُ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتْ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا حَتَّى غَابَ الْقُرْصُ [4].
وقال: "وقفت هنا وعرفة كلها موقف".
وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بن زيد خَلْفَهُ. [1] قال الألباني -رحمه الله-: هي صخرات مفترشات في أسفل جبل الرحمة، وهو الجبل الذي بوسط أرض عرفات، قال النووي: فهذا هو الموقف المستحب، وأما ما اشتهر بين العوام من الأغبياء بصعود الجبل وتوهمهم أنه لا يصح الوقوف إلاَّ به فغلط. اهـ "حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -" (73) هامش. [2] أي: مجتمعهم. السابق. [3] وجاء في غير حديث أنه صلى الله عليه وسلم وقف يدعو رافعًا يديه ومن السنُّة أيضًا التلبية في موقفه على عرفة، خلافًا لما ذكره شيخ الإِسلام في "منسكه" ص 383، فقد قال سعيد بن جُبير: كنا مع ابن عباس بعرفة، فقال لي: يا سعيد مالي لا أسمع الناس يلبون؟ فقلت: يخافون من معاوية، قال: فخرج ابن عباس من فسطاطه، فقال: لبيك اللهم لبيك. فإنهم قد تركوا السُّنَّة من بغض عليٍّ- رضي الله عنه -.
ثم روي الطبراني في "الأوسط" 1/ 115/2، والحاكم من طريق أخرى عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف بعرفات, فلما قال:"لبيك اللهم لبيك"، قال:"إنما الخير خير الآخرة". وسنده حسن.
وفي الباب عن ميمونة من فعلها. أخرجه البيهقي. اهـ. السابق. [4] وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في موقفه هذا مفطرًا، فقد أرسلت إليه أم الفضل بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه، كما في "الصحيحين" عنها. السابق.
اسم الکتاب : الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية المؤلف : أبو أسماء محمد بن طه الجزء : 1 صفحة : 556