اسم الکتاب : الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية المؤلف : أبو أسماء محمد بن طه الجزء : 1 صفحة : 468
التي بدأت في العاشر من شوال واستغرقت أكثر من أسبوع.
وقد حاصر المسلمون الطائف بضع عشرة ليلة.
كما في رواية عروة بن الزبير وموسى بن عقبة، وحددت رواية عن عروة أيضًا المدة بنصف شهر، ورغم أن سائر هذه الروايات مراسيل لا تقوم بها حجة، فإن عروة وموسى من أجلّ كتاب المغازي وأوثقهم، وروايتهما تتفق مع تواريخ الأحداث وسياقها [1].
وقيل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حاول اقتحام الحصين بالدبابات [2]، والمنجنيق [3]، فلم يستطع المسلمون اقتحام الحصين، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - برميهم بالسهام، وشجع المسلمين على ذلك.
فعَنْ أبي نَجِيحٍ السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: حَاصَرْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بِحِصنِ الطَّائِفِ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ في سَبِيلِ الله عَزّ وجَلّ فَلَهُ دَرَجَةٌ" [4].
ثم أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بفك الحصار.
عَنْ عبد الله بن عُمَرَو - رضي الله عنهما - قَالَ: لَمَّا حَاصَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أهل الطَّائِفَ فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيئًا، فقَالَ: إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ الله، قال أصحابه: نرجِع ولم نفتحه، فَقَالَ لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "اغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ"، فَغَدَوْا عليه، فَأصَابَهُم جِرَاحٌ،
(1) "السيرة النبوية الصحيحة" 2/ 507. [2] الدبابات: آلات تصنع من خشب وتغطى بجلود ثم يدخل فيها الرجال، لتحميهم من سهام الأعداء. [3] يتكون المنجنيق من عمود طويل قوي موضوع على عربة ذات عجلتين في رأسها حلقة أو بكرة، يمر بها حبل متين، في طرفه الأعلى شبكة في هيئة كيس، توضع حجارة أو مواد محترقة في الشبكة، ثم تحرك بواسطة العمود والحبل، فيندفع ما وضع في الشبكة من القذائف ويسقط على الأسوار فيقتل أو يحرق ما يسقط عليه.
"الرسول القائد" (254) محمود شيت خطاب نقلاً عن "السيرة النبوية الصحيحة". [4] صحيح: أخرجه أبو داود (3965)، كتاب: العتق، باب: أي الرقاب أفضل، وصححه الألباني في "الصحيحة" (1756).
اسم الکتاب : الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية المؤلف : أبو أسماء محمد بن طه الجزء : 1 صفحة : 468