اسم الکتاب : الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية المؤلف : أبو أسماء محمد بن طه الجزء : 1 صفحة : 377
المسلمين وإغناءً لهم، حتى إن عبد الله بن عُمَرَ - رضي الله عنهما - يقول: مَا شَبِعْنَا حَتَّى فَتَحْنَا خَيْبَرَ [1].
وقالت عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ، قُلْنَا: الآنَ نَشْبَعُ مِنْ التَّمْرِ [2].
ولما وسع الله على المهاجرين وأخذوا من غنائم خيبر، رَدَّ الْمُهَاجِرُونَ إلى الْأَنْصَارِ مَنَائِحَهُمْ الَّتِي كَانُوا مَنَحُوهُمْ إياها حين هاجروا من مكة، حتى إن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قد ردَّ عِذَاقًا [3] على أم سليم كانت قد أعطتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أَعْطَاها لأُمِّ أَيْمَنَ، فرد على أم سُليم عِذاقها، وأعطنى أم أيمن مَكَانَهُنَّ مِنْ حَائِطِهِ [4].
النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤمِّر أحد الأنصار على خيبر:
عَنْ أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنهما - أَن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ أَخَا بني عَدِيٍّ مِنْ الْأَنْصَارِ إلى خَيْبَرَ فَأَمَّرَهُ عَلَيْهَا [5].
وعنهما أيضًا أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - اسْتَعْمَلَ رَجُلًا عَلَى خَيبَرَ فَجَاءَهُ بتَمْرٍ جَنِيب [6]، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَكُلُّ تَمْرِ خَيبَرَ هَكَذَا؟ "، فَقَالَ: لَا وَاللهَ يَا رَسُول الله إِنَّا لَنَأْخُذُ الصَّاعَ مِنْ هَذَا بِالصَّاعَيْنِ، والصاعين بِالثَّلَاثَةِ، فَقَالَ: "لَا [1] صحيح: أخرجه البخاري (4243)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر. [2] صحيح: أخرجه البخاري (4242)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر. [3] العذاق: جمع عذق، وهو عرجون النخل. [4] متفق عليه: أخرجه البخاري (2630)، كتاب: الهبة، باب: فضل المنيحة، ومسلم (1771)، كتاب: الجهاد والسير، باب: رد المهاجرين إلى الأنصار منائحهم من الشجر والتمر حين استغنوا عنها بالفتوح. [5] صحيح: أخرجه البخاري (4246، 4247)، كتاب: المغازي، باب: استعمال النبي - صلى الله عليه وسلم - على أهل خيبر. [6] قال ابن حجر: بتمر جنيب: قال مالك: هو الكبيس، وقال الطحاوي: هو الطيب، وقيل: هو الصلب، وقيل: الذي أُخرج من حشفة ورديئه، وقال غيرهم: هو الذي لا يخلط بغيره. اهـ "فتح الباري" 4/ 467.
اسم الکتاب : الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية المؤلف : أبو أسماء محمد بن طه الجزء : 1 صفحة : 377