قال ابن سعد - رحمه الله -:
أقام بالحديبية بضعة عشر يومًا، ويقال عشرين ليلة، ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما كانوا بضجنان [3] نزلت عليه: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا [1]} فقال جبريل: نهنئك يا رسول الله، وهنأه المسلمون [4].
22 - وفي هذه السنة: نزل فرض الحج.
الشرح:
قال ابن كثير - رحمه الله -:
فيها - أي: في سنة ست - نزل فرض الحج، كما قرره الشافعي - رحمه الله -، زمن الحديبية، في قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]. ولهذا ذهب إلى أن الحج على التراخي لا على الفور؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يحج إلا في سنة عشر، وخالفه الثلاثة: مالك، وأبو حنيفة، وأحمد، فعندهم أن الحج يجب على كل من استطاعه على الفور، ومنعوا أن يكون الوجوب مستفادًا من قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} وإنما في هذه الآية الأمر بالإتمام بعد الشروع [1] أي أنهم خالطهم الحزن والكآبة لأنه قد حيل بينهم وبين البيت فلم يعتمروا وقد كانوا جهزوا أنفسهم للعمرة حتى إنهم قد نحروا الهدي. [2] صحيح: أخرجه مسلم (1786)، كتاب: الجهاد والسير، باب: صلح الحديبية. [3] ضجنان: اسم جبل قريب من مكة.
(4) "الطبقات الكبرى" 2/ 94.
اسم الکتاب : الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية المؤلف : أبو أسماء محمد بن طه الجزء : 1 صفحة : 345