اسم الکتاب : الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية المؤلف : أبو أسماء محمد بن طه الجزء : 1 صفحة : 101
قال ابن حجر:
وَعِنْد الْآجُرّيّ مِنْ وَجْهٍ آخَر عَنْ عائِشَة: (لَقَد نَزَلَ جِبْرِيل بِصُورَتِي في راحَته -أي: في كفه- حِين أُمِرَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَتَزَوَّجنِي) وَيُجْمَع بَيْن هَذا وَبَيْن ما قَبْله- أنها كانت في قطعة حرير- بِأنّ الْمُراد أَنَّ صورَتها كانَتْ في الْخِرْقَة والْخِرْقَة في راحَته، وَيَحتَمِل أَنْ يَكُون نَزَلَ بِالْكَيْفِيَّتَيْنِ لِقَوْلِها في نَفْس الْخَبَر: (نَزَلَ مَرَّتَينِ). اهـ [1].
فهذا وحي من الله لأنّ رؤيا الأنبياء وحي، وعصمتهم في المنام كاليقظة. ولم يتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بكرًا إلا عائشة - رضي الله عنها -.
روى الإمام البخاريُّ عَنْ عائِشَةَ - رضي الله عنها - أنها قالَتْ: قُلْتُ يا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ
لَوْ نَزَلْتَ وادِيًا وَفِيهِ شَجَرَةٌ قَدْ أُكِلَ مِنْها ووَجَدْتَ شَجَرًا لَم يُؤْكَلْ مِنْها في أَيِّها
كُنْتَ تُرْتِعُ بَعِيرَكَ؟ قالَ: "في الَّذِي لَم يُرتَعْ مِنْها" تَعْنِي أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لَم
يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَها [2].
13 - وفي شوال من هذه السنه: تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم -سودة بنت زمعه - رضي الله عنها -. الشرح:
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: لَمّا هَلَكَتْ خَدِيجَةُ، جاءَتْ خوْلَةُ بنتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمانَ بن مَظْعُونٍ قالَتْ: يا رَسُولَ الله أَلا تَزَوَّجُ؟ قالَ: "مَنْ؟ " قالَتْ: إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا، قالَ: "فَمَنْ الْبِكْرُ؟ " قالَتْ: ابْنَةُ أَحَبِّ خَلْقِ الله إِلَيْكَ، عائِشَة ابنة أبي بَكْرٍ، قالَ: "وَمَنْ الثَّيِّبُ؟ " قالَتْ: سَوْدَةُ بنت زَمْعَةَ، قَدْ آمَنَتْ بِكَ وَأتبَعَتْكَ عَلَى ما تَقُولُ، قالَ: "فَاذْهبِي فاذْكُرِيهِما عَلَىَّ" فَدَخَلَتْ بيْتَ أبي بَكْرٍ فَقالَتْ: يا أُمَّ رُومانَ، ماذا أَدخَلَ الله عَلَيْكُمْ مِنْ الْخَيْرِ والْبَرَكَةِ! قالَتْ: وَما ذاكَ؟
(1) "فتح الباري" 9/ 87. [2] صحيح: أخرجه البخاري (5077) كتاب: النكاح، باب: نكاح الأبكار.
اسم الکتاب : الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية المؤلف : أبو أسماء محمد بن طه الجزء : 1 صفحة : 101