اسم الکتاب : الجامع الصحيح للسيرة النبوية المؤلف : سعد المرصفي الجزء : 1 صفحة : 187
ذلك الحديث أن حياة محمد كانت كلها إنسانيّة سامية، وأنه لم يلجأ في إثبات رسالته إلى ما لجأ إليه من سبقه من أصحاب الخوارق، وهم في هذا يجدون من المؤرخين العرب والمسلمين سنداً حين ينكرون من حياة محمد النبي العربي كل ما لا يدخل في معروف العقل، ويرون ما ورد من ذلك غير متّفق مع ما دعا القرآن إليه من النظر في خلق الله، وأن سنة الله لن تجد لها تبديلاً، غير متفق مع تعيير القرآن المشركين أنهم لا يفقهون أن ليست لهم قلوب يعقلون بها) ([1])!
11 - وجوب التسليم بحديث شقّ الصدر:
ونجد أنفسنا أمام ضرورة وجوب التسليم بحديث شقّ الصدر، فقد روى مسلم وغيره عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل عليه السلام، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشقّ عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظّ الشيطان منك، ثم غسله في طمست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إِلى أمّه (يعني ظئره) فقالوا: إِن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره ([2])! [1] حياة محمد: 110 - 112. [2] مسلم: 1 - الإيمان (161)، وأحمد: 3: 121، 149، 288، وأبو يعلى (3374)، وأبو نعيم: دلائل النبوة (168)، والبغوي: شرح السنة (3708)، والبيهقي: دلائل النبوة: 2: 5، والحاكم: 2: 528 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد أخرجه مسلم، والأصبهاني: دلائل النبوة: 1: 251 - 253، وعبد بن حميد (1308)، وأبو عوانة: 1: 125، وابن حبان: الإحسان (6334، 6336)، وابن عساكر: السيرة النبويّة: 370، 371، وابن خزيمة: التوحيد: 1: 521 - 528، والدارمي: الرد على الجهميّة: 34، والنسائي: الكبرى (314)، والآجري: الشريعة: 481 - 482.
اسم الکتاب : الجامع الصحيح للسيرة النبوية المؤلف : سعد المرصفي الجزء : 1 صفحة : 187