الوفاء للأصحاب وغيرهم حال الخطأ والزلل:
والوفاء ليس خاصاً بالزوجة، بل هو خلق كريم يرعاه المرء مع جاره وصاحبه ومع كل ذي مودة وفضل وسابق عشرة.
وعشرة هؤلاء وأمثالهم من أهل الفضل والود لا تسلم من منغصات واختلاف، فلا تحلو الصحبة أو الجيرة دوماً، بل لابد – بسبب طبيعتنا البشرية -أن يثلمها بعض ما يكدرها، فكيف نصنع إذا وقع شيء من تلك المكدرات؟ هل ننسى ما فات من طويل صحبة لهفوة ساعة؟ ما هو منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في التعامل مع أهل عشرته إذا عثروا؟
لقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أولئك الذين ينسون الود ولا يحفظونه وتهددهم بالنار، فقد وقف يوماً بين أصحابه يحدثهم عن رؤيته للجنة والنار، فقال: «وأُريت النار، فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء»، قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: «بكفرهن؟» قيل: يكفرن بالله؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط» [1]، وفي [1] أخرجه البخاري ح (1052)، ومسلم ح (80)، واللفظ للبخاري.