بحقه يبارك له فيه، وإياكم والتمادح؛ فإنه الذبح» [1]، وذلك "لما فيه من الآفة في دين المادح والممدوح، وسماه ذبحاً لأنه يميت القلب، فيخرج من دينه، وفيه ذبح للممدوح، فإنه يغره بأحواله، ويغريه بالعجب والكبر، ويرى نفسه أهلاً للمِدْحة، سيما إذا كان من أبناء الدنيا أصحاب النفوس وعبيد الهوى" [2].
وثانيها: أن يؤدي المدح إلى المبالغة، فيحمل من الإطراء ما جاوز الحقيقة أو خرج عن حده إلى التكلف، وقد كرهه النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سمع من بعض المسلمين ثناء عليه متكلفاً، فقد قيل له: يا سيدَنا وابنَ سيدِنا، ويا خيرَنا وابنَ خيرِنا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا أيها الناس عليكم بتقواكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بنُ عبدِ الله، عبدُ الله ورسولُه، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل» [3].
وفي موقف آخر جاءه رجل فقال: أنت سيد قريش. فقال - صلى الله عليه وسلم -: «السيد الله» فقال الرجل: أنت أفضلُها فيها قولاً، [1] أخرجه أحمد ح (16395)، وابن ماجه ح (3733)، وحسن الألباني إسناده في صحيح ابن ماجه ح (3017). [2] فيض القدير، المناوي (3/ 167). [3] أخرجه أحمد ح (12141).