اسم الکتاب : السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية المؤلف : العمري، أكرم الجزء : 1 صفحة : 201
فرجعوا إلى رحالهم، وفي الصباح جاءهم جمع من كبار قريش، يسألونهم عما بلغهم من بيعتهم للنبي ودعوتهم له للهجرة، فحلف المشركون من الخزرج والأوس بأنهم لم يفعلوا والمسلمون ينظرون إلى بعضهم! [1].
وهكذا مرت البيعة بسلام وعاد الأنصار إلى المدينة.
ينتظرون هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليهم بتلهف كبير.
الهجرة إلى المدينة المنورة:
تدل النصوص الصحيحة على أن اختيار المدينة مهاجراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان بوحي إلهي كما في الحديث: "رأيتُ في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب" [2].
والحديث "إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين" [3].
و"كأن النبي أرى دار الهجرة بصفة تجمع المدينة وغيرها، ثم أري الصفة المختصة بالمدينة فتعيَّنت" [4]. [1] سيرة ابن هشام 1/ 439 - 443، 447 - 448 بإسناد حسن، وقد صححه ابن حبان كما في فتح الباري 7/ 221.
وأخرجه أحمد في مسنده 3/ 460 من طريق ابن إسحق أيضاً وفي فضائل الصحابة 2/ 923 مختصراً.
ووقع في سند ابن إسحاق مرة ذكر الزهري واسطةً لتحميله عن معبد بن كعب، وهو وهم سلك فيه الراوي الجادة (سيرة ابن هشام تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 2/ 47 ووقع في ط.
السقا بالاستناد إلى أصلين دون ذكر الزهري (سيرة ابن هشام 1/ 447) وكذلك في فتح الباري 7/ 221، وابن إسحاق يروي مباشرة عن معبد بن كعب ولا يحتاج إلى واسطة. [2] صحيح البخاري (فتح الباري 7/ 226 وصحيح مسلم 4/ 1779. وأما حديث "إن الله أوحى إلي أي هؤلاء البلاد الثلاث نزلت فهي دار هجرتك، المدينة أو البحرين أو قنسرين". (سنن الترمذي 5/ 721 وقال: غريب) فهو منكر كما قال ابن حبان في الثقات 7/ 311 والذهبي (الميزان 3/ 338) وقال ابن حجر: في ثبوته نظر لأنه مخالف لما في الصحيح (فتح الباري 7/ 228). [3] صحيح البخاري (فتح الباري 7/ 231 وبين الزهري أن اللابتين هما الحرتان) فتح الباري 7/ 234). [4] ابن حجر: فتح الباري 7/ 234 نقلاً عن ابن التين وهو أحد شراح صحيح البخاري.
اسم الکتاب : السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية المؤلف : العمري، أكرم الجزء : 1 صفحة : 201