responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية المؤلف : العمري، أكرم    الجزء : 1  صفحة : 174
وأعطى النجاشي الأمان للمسلمين، فأقاموا مع خير جار في خير دار -كما تقول أم سلمة رضي الله عنهما [1].
ونذكر رواية صحيحة أن القسيسين والرهبان الذين حضروا مجلس النجاشي وسمعوا القرآن انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق فأنزل الله: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [2].
إن مبادرة قريش لإرسال وفد لاستعادة المسلمين المهاجرين إلى الحبشة تدل على إدراكها لخطورة الموقف إذا ما حصل المسلمون على مأوى لهم يأمنون فيه،

[1] ابن إسحاق: السير والمغازي 213 - 217 وسيرة ابن هشام 1/ 289 - 293 بإسناد حسن إلى أم سلمة رضي الله عنها ولعل عائشة رضي الله عنها التي حكت خبر النجاشي مع عمه سمعت ذلك من أم سلمة (ابن إسحاق: سيرة 197 - 199).
وأما رواية أحمد في مسنده 1/ 461 من حديث ابن مسعود فسنده ضعيف فيه حديج بن معاوية يصلح حديثه للاعتبار فقط وفيه عنعنة أبي إسحاق وهو مدلس، ومتنه مضطرب يجمع أخباراً تتصل بالهجرة الثانية فيجعلها في الهجرة الأولى. وظاهره أنا أبا موسى هاجر من مكة إلى الحبشة مما يخالف ما في الصحيحين.
وقد حسن ابن كثير وابن حجر إسناد هذا الحديث. (السيرة النبوية لابن كثير 2/ 11 وفتح الباري لابن حجر 7/ 189) وكذلك فإن سياق حديث أبي موسى الأشعري في مصنف ابن أبي شيبة 14/ 346 - 348 إسناده ضعيف لعنعنة أبي إسحاق السبيعي وإن صححه الحاكم والذهبي والبيهقي (المستدرك 2/ 309 - 310 ودلائل البيهقي 2/ 299 - 300) وهو مخالف لما في الصحيحين ظاهره يدل على هجرة أبي موسى الأشعري من مكة في الهجرة الأولى إلى الحبشة. وقد بين ابن كثير غرابة كلام ابن إسحاق وأنه لا يلتفت إليه (ابن كثير: السيرة النبوية 2/ 9، 1/ 248). وقد سبقه إلى ذلك ابن حزم (جوامع السيرة 85) وابن سيد الناس (عيون الأثر 1/ 118) ولعل الواقدي هو أول من انتبه لهذا الأمر (زاد المعاد 3/ 28 والدرر لابن عبد البر 52. ط شوقي).
[2] المائدة 82 - 83. وأنظر الرواية في تفسير الطبري 7/ 3 بإسناد صحيح وقارن برواية البزار في كشف الأستار 2/ 297 بإسناد ضعيف فيه عمير بن إسحق مقبول، وفيه إسلام عمرو بن العاص بالحبشة مبكراً وهو مخالف للمحفوظ.
اسم الکتاب : السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية المؤلف : العمري، أكرم    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست