responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية المؤلف : الدبيسي، محمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 17
إنه محمد - وحده - هو الذي يرقى إلى هذا الأُفُق من العظمة، هو الذي يكافئ هذه الرسالة الكونية العالمية الإنسانية حتى لتتمثل في شخصه حية، تمشي على الأرض في إهاب إنسان، إنه محمد - وحده - الذي علم الله منه أنه أهل لهذا المقام.
والله أعلم حيث يجعل رسالته - وأعلن في هذه أنه على خلق عظيم، وأعلن في الأخرى أنه - جلَّ شأنه، وتقدست ذاته وصفاته، يصلي عليه هو وملائكته: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56]، وهو - جلَّ شأنه - وحده القادر على أن يهب عبدًا من عباده ذلك الفضل العظيم.
انتهى تلخيصا لكلام المؤلف. (1)
وأما عند تحليل الآية الكريمة:
فأول ما يطالعه الباحث في ذلك هو العطف [2]، وهو عطف جملة {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} على قوله: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} وهو جواب القسم، أي إنَّ قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ ....} مُقسَم عليه من الله جلَّ وعلا - وإن كان سبحانه لا يحتاج لقسمٍ لإثبات كلامه - وإنَّما ذلك لتبيين أهمية المُقسَم عليه وصدقه، وعلو شأنه، وأنه مفروغ منه، ولا يتطرق إليه الاحتمال، أو يمسُّه الشك.
والقَسَم هنا يجري على سنن الأقسام الصادرة في كلام الله تعالى بما شاء من عظيم خلقه الدالة على آثار صفاته وجلاله.

(1) انظر سيد قطب "في ظلال القرآن" تفسير سورة القلم (7/ 290).
[2] انظر محي الدين الدرويش "إعراب القرآن الكريم" (164/ 10) الطبعة الخامسة دار ابن كثير 1417 هـ 1997 م.
اسم الکتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية المؤلف : الدبيسي، محمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست