responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 84
تاسعًا: قوله «وفتر الوحي»:
تحدث علماء السيرة قديمًا وحديثًا عن فترة الوحي، فقال الحافظ ابن حجر: وفتور الوحي عبارة عن تأخيره مدة من الزمان، وكان ذلك ليذهب ما كان صلى الله عليه وسلم وجده من الروع، وليحصل له التشوق إلى العود [1].
فعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يحدث- أي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم- عن فترة الوحي: «بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه، فرجعت فقلت: زملوني فأنزل الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - قُمْ فَأَنْذِرْ - وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ - وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ - وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) [المدثر:[1] - [5]] فحمى الوحي وتتابع» [2].
وقال صفي الرحمن المباركفوري: أما مدة فترة الوحي فاختلفوا فيها على عدة أقوال, والصحيح أنها كانت أيامًا, وقد روى ابن سعد عن ابن عباس ما يفيد ذلك، وأما ما اشتهر من أنها دامت ثلاث سنين أو سنتين ونصف فليس بصحيح [3] , وأما ما جاء بلاغًا أنه صلى الله عليه وسلم حزن حزنًا جعله يغدو ليتردى من شواهق الجبال، وأن جبريل عليه السلام كان يظهر له في كل مرة ويبشره بأنه رسول الله فمرسل ضعيف، كما أنه يتنافى مع عصمة النبي صلى الله عليه وسلم [4] [5].

المبحث الثاني
الدعوة السرية
أولاً: الأمر الرباني بتبليغ الرسالة:
عرف النبي صلى الله عليه وسلم معرفة اليقين أنه أصبح نبيا لله الرحيم الكريم، وجاء جبريل عليه السلام للمرة الثانية، وأنزل الله على نبيه قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - قُمْ فَأَنْذِرْ - وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ - وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) [المدثر: [1] - [4]].

[1] فتح الباري (1/ 36).
[2] البخاري، بدء الوحي رقم 4.
[3] انظر: الرحيق المختوم (ص 79، 80).
[4] انظر: الروض الأنف للسهيلي، (2/ 433 - 434).
[5] تعليق: ما ورد حول روايات هَم رسول - صلى الله عليه وسلم - بالتردي من شواهق الجبال في مدة فترة الوحي، يرجع فيه إلى فتح الباري -على سبيل المثال- (جـ 1/ 27، جـ 12/ 352، 359 - 361) وإلى معالجة الشيخ العلامة محمد الصادق عرجون في كتابه (محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) جـ 1/ 385 - 458 - على سبيل المثال أيضاً- ليقف على الاجتهادات والفهوم النبيلة، التي لا تقصد إلا الوصول إلى ما يتفق مع جلال هذا الدين، ومستيقنات أركانه الركينة، رَحِمَ الله ررضيَ عن أئمة هذا الدين وعلمائه المكرمين (المراجع).
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست