responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 783
مسلمة الفتح؛ فكان عدد من خرج في تلك الغزوة اثني عشر ألفا، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان بذراريهم ونَعمهم ومع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ عشرة آلاف ومعه الطلقاء [1] وهم ألفان , وسعى صلى الله عليه وسلم لتأمين عدة الجيش فطلب من ابن عمه نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ثلاثة آلاف رمح إعارة، وطلب من صفوان بن أمية دروعًا, وتكفل صلى الله عليه وسلم بالضمان, وكان نوفل وصفوان لا يزالان على شركهما، عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أتتك رسلي فأعطهم -أو قال فادفع إليهم- ثلاثين درعا وثلاثين بعيرا، أو أقل من ذلك» فقال له: العارية مؤداة يا رسول الله، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم» [2] وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار منه يوم حنين دروعا فقال: أغصبًا يا محمد؟ قال: «لا, بل عارية مضمونة» قال: فضاع بعضها فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضعها له، فقال: أنا اليوم يا رسول الله في الإسلام أرغب [3]، قال أبو داود: وكان أعاره قبل أن يسلم ثم أسلم.
3 - ثباته صلى الله عليه وسلم وأثره في كسب المعركة:
سبقت هوازن المسلمين إلى وادي حنين، واختاروا مواقعهم, وبثوا كتائبهم في شعابه ومنعطفاته وأشجاره، وكانت خطتهم تتمثل في مباغتة المسلمين بالسهام أثناء تقدمهم في وادي حنين المنحدر.
لقد باغت المشركون المسلمين وأمطرهم الأعداء من جميع الجهات، فاضطربت صفوفهم, وماج بعضهم في بعض، ونتيجة لهول هذا الموقف انهزم معظم الجيش ولاذوا بالفرار، كل يطلب النجاة لنفسه، وبقي الرسول صلى الله عليه وسلم ونفر قليل في الميدان يتصدون لهجمات المشركين, ونترك العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم يصف لنا ذلك المشهد المهيب حيث يقول: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء، فلما التقى المسلمون والكفار ولَّى المسلمون مدبرين, فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قِبَل الكفار، قال العباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها إرادة ألا تسرع, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي عباس، نادِ أصحاب السمرة» [4] فقال العباس -وكان رجلا صيتًا-: فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك! قال: فاقتلوا الكفار، والدعوة في الأنصار، يقولون: يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، قال: ثم قصرت الدعوة على بني الحارث من الخزرج, فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته، كالمتطاول عليها إلى قتالهم فقال

[1] الطلقاء: هم الذين أطلقهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة وخلى سبيلهم.
[2] انظر مسند الشاميين للإمام أحمد.
[3] رواه الإمام أحمد في المسند.
[4] مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين (3/ 1398) رقم 1775.
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 783
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست