responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 760
آمن، فقامت إليه هند بنت عتبة فأخذت بشاربه فقالت: اقتلوا الحميث الدسم الأحمس -تشبهه بالزق لسمنه-، قبح من طليعة قوم. قال: ويلكم! لا تغرنكم هذه من أنفسكم؛ فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، قالوا: قاتلك الله! وما تغني عنا دارك؟! قال: ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن. وتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد [1].
وحرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الكداء التي بأعلى مكة [2] تحقيقًا لقول صاحبه الشاعر المبدع حسان بن ثابت, حين هجا قريشا وأخبرهم بأن خيل الله تعالى ستدخل من كداء, وتعد هذه القصيدة من أروع ما قال حسان, حيث قال:
عدمنا خيلنا إن لم تروها ... تثير النقع [3] موعدها كداء
ينازعن الأعنة مصغيات ... على أكتافها الأسل الظماء
تظل جيادنا متمطرات ... يلطمهن بالخُمُرِ النساء
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لجلاد يوم ... يعز [4] الله فيه من يشاء
وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء
وقال الله قد أرسلت عبدا ... يقول الحق إن نفع البلاء
شهدت به فقوموا صدقوه ... فقلتم لا نقوم ولا نشاء
وقال الله قد سيرت جندًا ... هم الأنصار عرصتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد ... سباب أو قتال أو هجاء
فنحكم بالقوافي من هجانا ... ونضرب حين تختلط الدماء
ألا أبلغ أبا سفيان عني ... مغلغلة [5] فقد برح الخفاء
بأن سيوفنا تركتك عبدًا ... وعبد الدار سادتها الإماء
هجوتَ محمدًا فأجبتُ عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء؟! ... فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركًا برًّا حنيفًا ... أمين الله شيمته الوفاء
أمن يهجو رسول الله منكم ... ويحمده وينصره سواء

[1] انظر: البداية والنهاية (4/ 290).
[2] انظر: صحيح السيرة النبوية، ص524.
[3] النقع: موضع قرب مكة, أو الغبار.
[4] انظر: البداية والنهاية (4/ 309).
[5] مغلغلة: رسالة محمولة من بلد إلى بلد.
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 760
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست