responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 726
فخرج، وخلف أبا رافع مولاه على ميمونة، حتى أتاه بها في بسرف (موضع قرب التنعيم) فبنى بها هناك [1] , وهي آخر من تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من نسائه, وآخر من مات من نسائه بعده، وأنها ماتت ودفنت بسرف، فمكان عرسها هو مكان دفنها، فرضي الله عنها وأرضاها [2].
وفي زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بميمونة مسألة فقهية اختلف الفقهاء فيها وهي هل تزوج صلى الله عليه وسلم بميمونة وهو محرم (عقد نكاحها عليها فقط) أو عقد عليها بعد التحلل؟ [3] , وقد أجاد الفقهاء في تفصيلها.

رابعًا: التحاق بنت حمزة بن عبد المطلب بركب المسلمين:
لقد تغيرت النفوس والعقول بتأثير الإسلام تغيرًا عظيمًا، فعادت البنت -التي كان يتعير بها أشراف العرب، وجرت عادة وأدها في بعض القبائل فرارًا من العار، وزهدًا في البنات- حبيبة يتنافس في تربيتها المسلمون، وكانوا سواسية، لا يرجع بعضهم على بعض إلا بفضل أو حق [4] , فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الخروج من مكة، تبعته ابنة حمزة تنادي: يا عم، يا عم، فتناولها علي فأخذ بيدها، وقال لفاطمة -رضي الله عنها-: دونك ابنة عمك، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر.
قال علي: أنا أخذتها وهي بنت عمي، وقال جعفر: هي ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي, فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها، وقال: «الخالة بمنزلة الأم»، وقال لعلي: «أنت مني وأنا منك» وقال لجعفر: «أشبهت خَلْقِي وخُلُقِي» وقال لزيد: «أنت أخونا ومولانا» وقال علي لزيد: ألا تتزوج بنت حمزة، قال: إنها ابنة أخي من الرضاعة [5].
وفي هذه القصة دروس وعبر وأحكام وفوائد منها:
1 - الخالة بمنزلة الأم.
2 - الخالة تقدم على غيرها في الحضانة إذا لم يوجد الأبوان.
3 - تزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - ووصفه له بقوله: أشبهت خَلْقي وخُلُقي.
4 - منقبة علي: تأمل قوله صلى الله عليه وسلم: أنت مني وأنا منك، والمعنى أنت مني وأنا منك في النسب والصهر والسابقة والمحبة.
5 - منقبة زيد بن حارثة: يقول له الرسول: أنت أخونا ومولانا؛ لأنه كان أخًا لحمزة بن عبد المطلب, فقد آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينهما، وهو باجتهاده يريد أن يكون عليه ما على الأخ

[1] انظر: السيرة النبوية لابن هشام، (4/ 19).
[2] انظر: هذا الحبيب محمد يا محب، للجزائري، ص375.
[3] انظر: فقه السيرة النبوية للبوطي، ص258.
[4] انظر: السيرة النبوية للندوي، ص321.
[5] البخاري، كتاب المغازي (5/ 100) رقم 4215.
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 726
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست