responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 705
لأنهم يعلمون إذا فعلوا شيئًا يضر بالمسلمين سيطردونهم منها، ولا يعودون إليها أبدًا.
وقد حدث ذلك فعلا في عهد سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حيث اعتدوا على عبد الله ابن عمر ففدعوا يديه من المرفقين، وكانوا قبل ذلك في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم اعتدوا على عبد الله بن سهل فقتلوه, فلما تحقق عمر من غدرهم وخيانتهم أمر بإجلائهم [1]. وحاول يهود خيبر أن يخفوا الفضة والذهب وغيبوا مسكًا [2] لحيي بن أخطب، وكان قد قتل مع بني قريظة، وكان احتمله معه يوم بني النضير حين أجليت النضير، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم سعية عم حيي بن أخطب: أين مسك حيي بن أخطب؟ قال: أذهبته الحروب والنفقات [3].
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العهد قريب والمال أكثر من ذلك، فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الزبير بن العوام، فمسه بعذاب، وقد كان حيي قبل ذلك دخل خربة، فقال عمه: قد رأيت حييًا يطوف في خربة هاهنا, فذهبوا فطافوا، فوجدوا المسك في الخربة [4]. وبعد الاتفاق الذي تم بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهود خيبر على إصلاح الأرض جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة يأتيهم كل عام فيخرصها عليهم ثم يضمنهم الشطر، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شدة خرصه [5] , وأرادوا أن يرشوه فقال: يا أعداء الله تطعموني السحت؟ والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إليَّ، ولأنتم أبغض الناس إليَّ من عدتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم. فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض [6].
لقد أصبحت خيبر ملكًا للمسلمين وصارت موردًا مهمًّا لهم, قال ابن عمر - رضي الله عنه -: ما شبعنا حتى فتحت خيبر [7]، وقد تحسن الوضع الاقتصادي بعد خيبر, ورد المهاجرون المنائح التي أعطاهم إياها الأنصار [8] من النخل.

سابعًا زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفية بنت حيي بن أخطب:
لما فتح المسلمون القموص -حصن بني أبي الحقيق- كانت صفية في السبي فأعطاها

[1] انظر: تأملات في سيرة الرسول، لمحمد سيد الوكيل، ص228، 229.
[2] المسك: الجلد عامة أو جلد السلخة خاصة (السلخة ولد الشاة).
[3] انظر: السيرة النبوية الصحيحة (1/ 326).
[4] انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (المغازي)، ص424.
[5] الخرص: الحرز والحدس والتخمين، وخرص العدد: قدره تقديرًا بظن لا إحاطة.
[6] انظر: تاريخ الإسلام للذهبي، (المغازي)، ص424.
[7] البخاري، كتاب المغازي، غزوة خيبر رقم 4243.
[8] انظر: معين السيرة، ص352.
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 705
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست