responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 593
الرابعة عشرة ويوم الخندق في نهاية الخامسة عشرة وهو الموافق لقول الجمهور [1].
وإلى ما ذهب إليه الجمهور وهو الراجح لديَّ مال ابن القيم حيث قال: وكانت سنة خمس من الهجرة في شوال على أصح القولين، إذ لا خلاف أن أُحدًا كانت في شوال سنة ثلاث، وواعد المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام المقبل وهو سنة أربع، ثم أخلفوه من أجل جدب تلك السنة، فرجعوا فلما كانت سنة خمس جاءوا لحربه [2].
2 - أسبابها:
إن يهود بني النضير بعد أن خرجوا من المدينة إلى خيبر خرجوا وهم يحملون معهم أحقادهم على المسلمين، فما أن استقروا بخيبر حتى أخذوا يرسمون الخطط للانتقام من المسلمين، فاتفقت كلمتهم على التوجه إلى القبائل العربية المختلفة لتحريضها على حرب المسلمين, وكونوا لهذا الغرض الخبيث وفدًا يتكون من سلام بن أبي الحقيق وحيي بن أخطب وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وهوذة بن قيس الوائلي وأبي عمار [3].
وقد نجح الوفد نجاحًا كبيرًا في مهمته، حيث وافقت قريش التي شعرت بمرارة الحصار الاقتصادي المضروب عليها من قبل المسلمين، ووافقت غطفان طمعًا في خيرات المدينة وفي السلب والنهب وتابعتهم قبائل أخرى.
وقد قال وفد اليهود لمشركي مكة: إن دينكم خير من دين محمد، وأنتم أولى بالحق منه [4] , وعن ذلك يقول الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاَءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً - أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَن يَلْعَنِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا) [النساء: 51، 52].
وحول هذه المقالة أشار الأستاذ ولفنسون إلى الخطأ الكبير الذي وقع فيه هؤلاء اليهود بتفضيلهم دين قريش الوثني على دين الإسلام الذي يدعو إلى عبادة الإله الواحد، فقال: (والذي يؤلم كل مؤمن بإله واحد من اليهود والمسلمين على السواء، إنما هو تلك المحادثة التي جرت بين نفر من اليهود وبين قريش الوثنيين، حيث فضل هؤلاء النفر من اليهود أديان قريش على دين صاحب الرسالة الإسلامية) [5] , ولا ريب فإن قريشًا قد سُرَّت بما سمعت من مدح لدينها، فازدادت حماسًا، وأصبحت أكثر تصميمًا على حرب المسلمين، ثم أعلنت

[1] انظر: السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، ص444.
[2] انظر: زاد المعاد (2/ 288)
[3] انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/ 237).
[4] انظر: التاريخ السياسي والعسكري، د. علي معطي، ص310.
[5] انظر: تاريخ اليهود في بلاد العرب، ولفنسون، ص142.
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 593
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست