اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 542
على قتلى معونة فاستهلي ... بدمع العين سحَّا غير نزْر (1)
على خيل الرسول غداة لاقوا ... مناياهم ولاقتهم بقدْر (2)
أصابهم الفناء بعقد قوم ... تُحُوّن عقد حبلهم بغدر (3)
فيا لهفي لمنذر إذ تولى ... وأعنق في منيته بصبر (4)
7 - مصير عامر بن الطفيل العامري: استجاب الله لدعاء نبيه صلى الله عليه وسلم فقد دعا على عامر بن الطفيل فقال: «اللهم اكفني عامرًا» [5] فأصيب الطاغية بمرض عضال وصفه صلى الله عليه وسلم بقوله: «غدة كغدة البعير» [6] وسماه صلى الله عليه وسلم بـ «الطاعون» , وهو وصف دقيق للطاعون الدبلي الذي يتميز (بارتفاع درجة الحرارة، وتضخم العقد الليمفاوية في منطقة الأُرب وتحت الإبط, وكذا تضخم الطحال) [7] وهو ما أصيب به عامر بن الطفيل حتى أصبح حبيسًا في بيت امرأة من قومه.
لقد أصيب عامر بن الطفيل وتلاشت أحلامه بالتملك على أهل المدن في الجزيرة العربية, أو خلافة النبي صلى الله عليه وسلم، وأما تلك الجيوش التي هدد النبي صلى الله عليه وسلم بها، فقد تحولت إلى آلام تحبسه في بيت امرأة قد ولى عنه الناس ونفروا منه خشية العدوى، ففقد صوابه، وصرخ بمن بقي حوله فقال: (غدة كغدة البكر في بيت امرأة من بني فلان، ائتوني بفرسي، فركبه فمات على ظهر فرسه) [8]. هلك ذلك الجبار العنيد كالمجنون بعد أن تطاير الناس من حوله خوفًا على أنفسهم من العدوى [9].
* * *
المبحث الثاني
زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المساكين وأم سلمة وأحداث متفرقة أولاً: زينب بنت خزيمة أم المساكين رضي الله عنها:
هي زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية، فهي من بني عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة. وكانت تسمى في الجاهلية «أم المساكين» لإطعامها إياهم، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في
(1) استهلي: أسبلي، والنزر: القليل.
(2) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/ 209).
(3) تحون: تنقضي (بالبناء للمجهول).
(4) أعنق: أسرع، والعنق: ضرب من السير السريع، ابن هشام (3/ 209). [5] انظر: الأساس في السنة وفقهها السيرة النبوية (2/ 631). [6] انظر: السيرة النبوية، محمد الصوياني، ص130. [7] انظر: تعليق الدكتور قلعجي على الدلائل (3/ 346). [8] انظر: السيرة النبوية للصوياني، ص131. [9] انظر: السيرة النبوية للصوياني، ص131.
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 542