responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 422
غير الجنة فعلت، فخرج سعد إلى بدر فقُتِلَ بها، وقتل أبوه خيثمة يوم أحد [1].
وهذا الخبر يعطي صورة مشرقة عن بيوتات الصحابة في تنافسهم وتسابقهم على الجهاد في سبيل الله تعالى، فهذا سعد بن خيثمة ووالده لا يستطيعان الخروج معًا لاحتياج أسرتهما وعملهما لبقاء أحدهما، فلم يتنازل أحدهما عن الخروج رغبة في نيل الشهادة حتى اضطروا إلى الاقتراع بينهما، فكان الخروج من نصيب سعد -رضي الله عنهما-، وكان الابن في غاية الأدب مع والده، ولكنه كان مشتاقًا إلى الجنة فأجاب بهذا الجواب البليغ: (يا أبت لو كان غير الجنة فعلت) [2].
د- دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة:
عن عائشة رضي الله عنها -في حديثها عن طرح قتلى قريش في القليب بعد معركة بدر- قالت: (فلما أمر بهم فسحبوا عرف في وجه أبي حذيفة بن عتبة الكراهية، وأبوه يسحب إلى القليب, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا حذيفة لكأنه ساءك ما كان في أبيك؟» فقال والله يا رسول الله ما شككت في الله وفي رسوله، ولكن إن كان حليمًا سديدًا ذا رأي، فكنت أرجو أن لا يموت حتى يهديه الله عز وجل إلى الإسلام، فلما رأيت أن قد فات ذلك ووقع حيث وقع أحزنني ذلك، قال: «فدعا له رسول الله بخير» [3].
إن هذا الموقف يبين قوة التجاذب بين الإيمان في ذروة اليقين، والعاطفة البشرية في قمة الوفاء النبوي، فالإيمان لا يميت المشاعر البشرية، ولكنه يهذبها، فيحولها من عصبية جاهلية إلى وفاء لا ينكره المنهج الرباني في تطبيقه العملي، فإيمان أبي حذيفة - رضي الله عنه - إيمان لا تهزه زلازل الأحداث، فهو إذ يرى أباه يقتل في أشراف قريش كافراً، ويلقى معهم في قليب بدر؛ يأخذه أسف العاطفة البشرية وفاء لهذا الأب، ويظل أبو حذيفة مزملاً بإيمانه الراسخ رسوخ الأطواد الشامخات، فلا يزيد على أن يعروه الاكتئاب على ما فات أباه من خير يرجوه له بالهداية إلى الإسلام [4]، ولهذا المقصد النبيل الذي أثار حزن أبي حذيفة دعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخير [5].
هـ - عمير بن أبي وقاص: لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وعرض عليه جيش بدر رد عمير بن أبي وقاص فبكى

[1] الإصابة (2/ 23، 24) رقم (3118).
[2] انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (4/ 87).
[3] انظر: صحيح السيرة النبوية، ص251، 252.
[4] انظر: محمد رسول الله (3/ 446).
[5] انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (4/ 174).
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 422
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست