اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 39
هذا الماء بهذه الفلاة هو الذي سقاك زمزم، فارجع إلى سقايتك راشدا، فرجع ورجعوا معه ولم يصلوا إلى الكاهنة، وخلوا بينه وبين زمزم».
قال ابن إسحاق: فهذا ما بلغني عن علي بن أبي طالب في زمزم [1] وقد ورد في
فضل ماء زمزم أحاديث كثيرة فمنها، ما رواه مسلم في صحيحه في قصة إسلام أبي ذر - رضي الله عنه -: «إنها طعام طعم» [2].
وروى الدارقطني والحاكم وصححه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ماء زمزم لما شرب له: إن شربته لتستشفي شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وهي هزمة [3] جبريل، وسقيا الله إسماعيل». قال الشيخ محمد أبو شهبة رحمه الله [4]: ومهما يكن من شيء فقد صحح الحافظ الدمياطي، وهو من الحفاظ المتأخرين المتقنين حديث: «ماء زمزم لما شرب له» وأقره الحافظ العراقي [5].
ثانيًا: قصة أصحاب الفيل:
هذه الحادثة ثابتة بالقرآن الكريم والسنة النبوية، وأتت تفاصيلها في كتب السير والتاريخ وذكرها المفسرون في كتبهم. قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ - أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ - وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ - تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ) [الفيل: [1] - [5]].
أما إشارات الرسول إلى الحادث فمنها:
- أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما خرج زمن الحديبية سار حتى إذا كان بالثنيَّة التي يهبط عليهم منها بركت بها راحلته فقال الناس! حَل حَل [6] , فألحت [7] فقالوا: خلأت القصواء! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخُلُق، ولكن حبسها حابس الفيل» [8]. [1] السيرة النبوية لابن هشام (1/ 142 - 155) السير والمغازي لابن إسحاق ص24، 25، تحقيق سهيل زكار، البيهقي في الدلائل (1/ 93 - 95) وصرح ابن إسحاق بالسماع فسنده صحيح، وله شاهد من مرسل الزهري، فالحديث صحيح من طريق البيهقي وابن هشام. [2] مسلم، فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي ذر، ورقمه 132 - (274) (طعام طعم): أي تشبع شاربها كما يشبعه الطعام. [3] هزمة أو همزة: أثر ضربته في الأرض بعقبه، أو جناحه. [4] انظر: السيرة النبوية الصحيحة (1/ 158). [5] مقدمة ابن الصلاح، وشرحها للحافظ العراقي ص13. [6] كلمة تقال للناقة إذا تركت السير (فتح الباري: 5/ 335). [7] ألحت: أي تمادت على عدم القيام وهو من الإلحاح، فتح الباري (5/ 335). [8] البخاري، الشروط (5/ 388).
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 39