responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 374
المنطقة، من أجل تحييدها في الصراع الدائر بين مكة والمدينة، والعمل على كسبها في هذا الصراع وذلك: (لأن الأصل أن هذه القبائل تميل إلى قريش، وتتعاون معها، إذ بينهما محالفات تاريخية سماها القرآن الكريم بالإيلاف [1] سعت قريش من خلالها لتأمين تجارتها مع الشام واليمن) [2].
وبعد أن اتفقت بعض القبائل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقدت معه معاهدات، أصبحت تشكل خطراً على تجارة قريش، وصار المسلمون هم السادة في المنطقة [3].
وقام النبي صلى الله عليه وسلم بتحجيم دور الأعراب كي لا يكون لهم وجود في طرق التجارة، فقد كان الأعراب يشكلون قوة تهديد للقوافل التجارية، وكان المار في مناطق نفوذهم لا يمر إلا بإتاوة تَدفع إليهم، وحينما قامت الدولة الإسلامية لم يجدوا شيئاً منها فجربوا مهاجمتها وتولى هذا كرز الفهري، ولكنه وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يطارده إلى سفوان (بالقرب من بدر، وهي مسافة تبعد عن المدينة حوالي 150 كيلومتراً) وقد سمى أهل السير هذه المطاردة غزوة بدر الصغرى، وتعد هذه الغزوة درساً لكل الأعراب فلم يحصل أن أعرابياًّ سولت له نفسه مهاجمة المدينة بعد هذه المطاردة، ومن ثم لم تدفع الأمة الإسلامية إتاوات لقطاع الطرق بل أجبرتهم على الانسحاب والدخول في اتفاقات مع المسلمين فأمنوا شرهم [4].
ج- علاقة هذه السرايا بحركة الفتوح الإسلامية:
استمرت حركة السرايا والبعوث، وكانت بمثابة تمرينات عسكرية تعبوية، ومناورات حية لجند الإسلام، وكان هذا النشاط المتدفق على شكل موجات متعاقبة من جند الإسلام الأوائل دلالة قاطعة على أن دولة الإسلام في المدينة وبقيادة النبي القائد صلى الله عليه وسلم كانت مثل خلية النحل لا تهدأ ولا تكل، وإن الباحث ليلحظ في حركة السرايا والبعوث والغزوات الكبرى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حرص الصحابة على المشاركة كقادة وجنود، فكان صلى الله عليه وسلم يعدهم لتثبيت دعائم الدولة والاستعداد للفتوحات المرتقبة، والتي ما فتئ عليه الصلاة والسلام يبشر بها أصحابه بين الفينة والأخرى في أوقات الحرب والسلم والخوف والأمن.
إنه بنظرة فاحصة في قواده وجنود تلك السرايا والبعوث تطالعنا أسماء لمعت كثيراً في تاريخ الفتح الإسلامي فيما بعد، مثل قائد فتوحات الشام، أمين الأمة، أبي عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص صاحب القادسية، وفاتح المدائن وخالد بن الوليد سيف الله

[1] سورة قريش الآيات من (1 - 4).
[2] انظر: المجتمع المدني، د. أكرم ضياء العمري، ص27.
[3] انظر: دراسات في السيرة، مؤنس، ص19.
[4] انظر: دراسات في عهد النبوة، د. عبد الرحمن الشجاع، ص131.
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 374
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست