responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 352
ل- البخل:
من صفات اليهود القديمة بخلهم بالمال، وعدم إنفاقه في سبيل الخير، فكانوا يأتون رجالاً من الأنصار ويقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر في ذهابها، ولا تسارعوا في النفقة فإنكم لا تدرون علام يكون (1)
فأنزل الله فيهم: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا) [النساء: 37] أي من التوراة التي فيها تصديق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم: (وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ وَكَانَ اللهُ بِهِم عَلِيمًا) [النساء: 39].
م- العناد:
رغم قيام الأدلة والبراهين على صدق نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن اليهود بسبب عنادهم امتنعوا عن الإيمان، وانغمسوا في الكفر والتكذيب؛ لأن العناد يقفل العقول بأقفال الهوى، وقد بين المولى عز وجل هذه الصفة في قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إذا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ) [البقرة: 145] نعم لو قدمت لهم يا محمد ألف دليل ودليل ما اقتنعوا وما غيروا وبدلوا، ويصدق [2] فيهم قول الله تعالى: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ) [يونس: 101].
هذه بعض الصفات التي تجسدت في الشخصية اليهودية، والتي أشار القرآن الكريم
إليها لنعرف اليهود على حقيقتهم، حتى لا يغتر المسلمون بهم في أي وقت أو أي زمان
أو أي مكان.

رابعاً: (إِنَّ اللهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ):
إن هذه الوثيقة وضحت مدى العدالة التي تميزت بها معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لليهود، وأعطت لمواطني الدولة مفهوم الحرية الدينية، وضربت عرض الحائط بمبدأ التعصب ومصادرة الأفكار والمعتقدات، ولم تكن المسألة مسألة تكتيك مرحلي ريثما يتسنى للرسول صلى الله عليه وسلم تصفية أعدائه في الخارج لكي يبدأ تصفية أخرى إزاء أولئك الذين عاهدهم، وحاشاه، وإنما صدر هذا الموقف وفق سياسة إسلامية منبثقة من شريعة ربانية [3].
لقد عقد الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود المعاهدات التي تؤمن لهم الحياة الكريمة، وفي ظل

(1) انظر: اليهود في السنة المطهرة (2/ 487، 488).
[2] انظر: الصراع مع اليهود (1/ 72).
[3] انظر: دراسة في السيرة، ص151.
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست