اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 139
صحيحة إلى أن الطفيل دعا قومه إلى الإسلام ولقي منهم صدودا حتى طلب الطفيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليهم، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لهم بالهداية [1] وكان الرسول آنئذ بالمدينة المنورة [2].
3 - إسلام الحصين والد عمران رضي الله عنهما:
جاءت قريش إلى الحصين -وكانت تعظمه- فقالوا له: كلم لنا هذا الرجل، فإنه يذكر آلهتنا، ويسبهم, فجاءوا معه حتى جلسوا قريبًا من باب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أوسعوا للشيخ» وعمران وأصحابه متوافرون فقال حصين: ما هذا الذي بلغنا عنك, أنك تشتم آلهتنا، وتذكرهم، وقد كان أبوك حصينة [3] وخيرًا؟ فقال: «يا حصين، إن أبي وأباك في النار, يا حصين، كم تعبد من إله؟» قال: سبعًا في الأرض، وواحدًا في السماء، فقال: «فإذا أصابك الضر من تدعو؟» قال: الذي في السماء، قال: «فإذا هلك المال من تدعو؟» قال: الذي في السماء، قال: «فيستجيب لك وحده وتشركهم معه، أرضيته في الشكر أم تخاف أن يغلب عليك؟» قال: ولا واحدة من هاتين، قال: وعلمت أني لم أكلم مثله، قال: «يا حصين، أسلم تسلم» قال: إن لي قومًا وعشيرة، فماذا أقول؟ قال: «قل: اللهم أستهديك لأرشد أمري وزدني علمًا ينفعني» فقالها حصين فلم يقم حتى أسلم، فقام إليه عمران فقبل رأسه ويديه ورجليه، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بكى، وقال: «بكيت من صنيع عمران دخل حصين وهو كافر فلم يقم إليه عمران، ولم يلتفت ناحيته، فلما أسلم قضى حقه فدخلني من ذلك الرقة» فلما أراد حصين أن يخرج قال لأصحابه: «قوموا فشيعوه إلى منزله» فلما خرج من سدة الباب رأته قريش، فقالوا: صبأ وتفرقوا عنه» [4].
ولعل الذي حدا بالحصين والد عمران أن يسلم بهذه السرعة، سلامة فطرته، وحسن استعداده من ناحية، وقوة حجة الرسول صلى الله عليه وسلم وسلامة منطقه من ناحية أخرى [5].
ونلاحظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخدم أسلوب الحوار مع الحصين - رضي الله عنه - , لغرس معاني التوحيد في نفسه ونسف العقائد الباطلة التي كان يعتقدها.
4 - إسلام أبي ذر - رضي الله عنه -:
كان أبو ذر - رضي الله عنه - منكرًا لحال الجاهلية، ويأبى عبادة الأصنام، وينكر على من يشرك بالله، [1] صحيح البخاري فتح البخاري (6/ 107). [2] السيرة النبوية، ابن كثير (2/ 76) انظر: السيرة النبوية الصحيحة للدكتور العمري (1/ 146). [3] حصينة: يعني عاقلاً متحصنًا بدين آبائه وأجداده، ومعتقداتهم، انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 234). [4] الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (1/ 337) وعنه نقل الشيخ محمد يوسف في: حياة الصحابة (1/ 75، 76). [5] انظر: فقه الدعوة الفردية، د. السيد محمد نوح ص104.
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 139