responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة المؤلف : الصوياني، محمد    الجزء : 1  صفحة : 98
يقول سعيد بن زيد: (والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي وأخته على الإسلام قبل أن يسلم عمر) [1] هكذا كان عمر .. وهذا ما تفعله قريش بأطهر أبنائها المؤمنين. وليس لدى الضعيف المظلوم سوى الدعاء:

دعوة نبي مضطهد
أطال -صلى الله عليه وسلم- التأمل بين صحابته .. يفتش عن أحد .. لكنه لم يجده .. لقد وجد أتباعًا مضطهدين .. مغلوبًا على أمرهم .. يتحملون كثيرًا .. لكن إلى متى .. إلى متى وهم يتدسسون .. يخفي بعضهم بعضًا كأنما ارتكبوا جرمًا .. كان يفتش عن شخص جبار تهابه قريش .. فتتراجع أمامه قليلًا .. لعل فسحة من الحياة المشروعة تتسع له ولأصحابه .. فيستمتعون بها كما يستمتع غيرهم .. ويعبدون الله وهم آمنون .. لكن الطغاة لا يرحمون .. إن البهائم والطيور تطوف في مكة آمنة .. أما محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحبه المساكين .. ففي الشعاب هائمون .. يأتي إليه خباب بن الأرت يحمل جلدًا مسلوخًا وجروحًا نازفة وهمًا كالجبال .. يأتي إليه خباب المسكين وقد لقي أشد العذاب من المشركين. فيقول: (يا رسول الله، ألا تدعو الله لنا، فقعد -صلى الله عليه وسلم- محمر وجهه، فقال: إن من كان قبلكم ليمشط أحدهم بأمشاط الحديد، ما دون عظمه من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه، فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله عَزَّ وَجَلَّ، والذئب على غنمه) [2].
ليس هناك سوى الصبر يا خباب .. هذه هي حياة الأنبياء وأصحابهم

[1] حديث صحيح. رواه البخاري (3862).
[2] حديث صحيح. رواه البخاري (3852).
اسم الکتاب : السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة المؤلف : الصوياني، محمد    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست