responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة المؤلف : الصوياني، محمد    الجزء : 1  صفحة : 79
عقيدة وحياة للبشر .. ولن تستقيم حياة البشر بالمعجزات ينتظرونها كلما أقعدهم الخمول على قوارع الطرقات .. ستستحيل الحياة انتظار .. وانتظار .. وعيون ترقب المجهول .. لم يخلد نبي .. ومحمَّد-صلى الله عليه وسلم- سوف يموت .. وبعده ترفع المعجزات .. عندها الأمة أيضًا سوف تموت .. لكن دين الإِسلام لم يمت ولن يموت .. لأنه وضع للبشر لم يكلفهم فوق طاقتهم ... ولم يطالبهم بالمستحيلات .. ولم يدعهم إلى مثاليات .. لا يقول لهم: كونوا ملائكة .. ولا يقول: أنتم شياطن. بل يقول: كونوا بشرًا لكن صالحين .. وفي الطريق عثرات .. والصالحون بشر يعثرون وينهضون .. والإسلام يرفع الإنسان من عثرته .. ولا يرتفع عنه لأنه نزل من أجله .. فبتوفيق الله ثم بجهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والمسلمين من بعدهم سوف يستمر الإسلام .. سوف ينتصر .. ذلك هو ما أراده الله .. وبضعفهم ينحسر .. ويقبع في زاوية من الأرض كالمشلول.
وهنا وفي بداية الدعوة نبي يتيم .. ودعوة مستهجنة .. وأمة مجنونة بحب أصنامها .. ومواجهتها تعني الموت .. فلا بد للرسول -صلى الله عليه وسلم- من تطبيق منهج ربه .. لا بد أن يحتاط ويتكتم .. يدعو سرًا .. يطرق البيوت ليلًا .. يحمل النور إلى حجراتها .. وهكذا فعل -صلى الله عليه وسلم- .. لقد كان يحدث أبا بكر رضي الله عنه ثم يشير بالكتمان .. وإن دعا .. ويحدث عليًا رضي الله عنه ثم يشير بالكتمان .. وإن دعا .. وكذلك يفعل مع سعد .. مع عمار .. مع أبي ذر .. مع بلال .. مع صهيب .. مع عمرو بن عبسة مع غيرهم .. مع غيرهم ..
إذًا فكيف سيعرف أبو بكر أن غيره قد سبقه .. كيف سيعرف علي أن هناك من دخل في دين الإسلام قبله .. كيف يقول سعد إن هناك من

اسم الکتاب : السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة المؤلف : الصوياني، محمد    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست