اسم الکتاب : السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة المؤلف : الصوياني، محمد الجزء : 1 صفحة : 74
ولما حوصر أبو بكر ببعض الكلمات .. أرغمه هذا الحصار على أن يزفر بهذه الكلمات: (ألست أحق الناس بها، ألست أول من أسلم، ألست صاحب كذا) [1].
ولما سئل عبد الله بن عباس بن عبد المطلب -ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أول من أسلم .. أرشد سائله إلى أبيات من الشعر قالها شاعر الإسلام حسان بن ثابت:
إذا تذكرت شجوًا من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية أتقاها وأَعْدَلها ... بعد النبى وأوفاها بما حملا
الثاني التالى المحمود مشهده ... وأول الناس منهم صدق الرسلا (2)
هذه الأبيات الشجية ملأت القلوب بأيادي أبي بكر ومبادراته لخدمة الإسلام .. لقد سمته الأمة بـ (الصديق) ونسيت الاسم الذي سماه به أبوه .. فإذا ما نطق أحد باسم (الصديق) انتصبت تلك الأيادي البيض المبسوطة في الأذهان. وتذكر الناس صديق نبيهم وحبيبه فترحموا عليه. [1] حديث صحيح الإسناد، رواه الترمذيُّ وابن حبان (سيرة ابن كثير 10/ 434) من طريق شعبة عن سعيد الجريرى، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: قال أبو بكر: ... ، وأبو نضرة تابعي ثقة، اسمه: المنذر بن مالك العبدي. انظر التقريب (2/ 275) وسعيد الجريرى ثقة. التهذيب (4/ 7) لكنه اختلط قبل موته بثلاث سنوات، وهناك من رووا عنه قبل الاختلاط وبعده، وشعبة سمع منه قديمًا فصح بذلك السند.
(2) حديثٌ حسنٌ، رواه الحاكم (3/ 64) وابن أبي شيبة، ويعقوب بن سفيان (سيرة ابن كثير 1/ 435) وقد رواه الحاكم من طريق، ورواه ابن سفيان من طريق آخر، وفي كل منهما ضعف ليس بالشديد، ففي طريق الحاكم: مجالد بن سعيد بن عمير وهو ليس بالقوي. وفي سند ابن سفيان تابعى مجهول، والطريقان يقوي بعضهما بعضًا.
اسم الکتاب : السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة المؤلف : الصوياني، محمد الجزء : 1 صفحة : 74