اسم الکتاب : الشفا بتعريف حقوق المصطفى - محذوف الأسانيد المؤلف : القاضي عياض الجزء : 1 صفحة : 52
وَيَتَحَقَّقُونَ مَكَانَهُ، وَيَعْلَمُونَ صِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ، فَلَا يَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ وَتَرْكِ النَّصِيحَةِ لَهُمْ لِكَوْنِهِ مِنْهُمْ، وَأَنَّهُ لم تكن قبيلة في العرب [1] إِلَّا وَلَهَا عَلَى [2] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِلَادَةٌ [3] ، أَوْ قَرَابَةٌ [4] ..
وَهُوَ [5] عِنْدَ ابن عباس [6] وغيره: معنى قوله تعالى [1] وفي نسخة (وأنه لم تكن في العرب قبيلة) . [2] (على) هنا للمصاحبه مثل قوله تعالى (وآتى المال على حبه) أي مع حبه. [3] ولادة: أي قرابة قريبة. [4] قرابة: أي قرابة بعيدة والمقصود منهما معا أن في كل قبيلة من العرب له صلّى الله عليه وسلم أب أو جد أو أم وقوله: لم تكن في العرب قبيلة ... أخرجه أبو نعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: «لقد جاءكم رسول من أنفسكم» . [5] كما رواه عنه البخاري والطبراني. [6] عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي أبو العباس ابن عم رسول صلّى الله عليه وسلم ولد وكان بنو هاشم بالشعب قبل الهجرة بثلاث، وكان يقال له حبر العرب غزا أفريقية مع عبد الله بن سعد سنة سبع وعشرين. كان أبيض طويلا مشربا صفرة جسيما وسيما صبيح الوجه له وفرة دعاه رسول الله صلّى الله عليه وسلم فمسح رأسه وتفل في فيه وقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.. ويروى أن المهاجرين قالوا لسيدنا عمر بن الخطاب ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس فقال: ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول. وعن عطاء قال: ما رأيت أكرم من مجلس ابن عباس أكثر فقها وأعظم خشية، وإن أصحاب الفقه والقرآن والشعر عنده كل يأخذ نصيبه توفي سنة (68) هـ وعن سعيد بن جبير قال: مات ابن عباس بالطائف فشهدت جنازته فجاء طائر أبيض لم ير على خلقته فدخل في نعشه ولم ير خارجا منه فلما دفن تليت هذه الآية: «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي» .
اسم الکتاب : الشفا بتعريف حقوق المصطفى - محذوف الأسانيد المؤلف : القاضي عياض الجزء : 1 صفحة : 52