responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشفا بتعريف حقوق المصطفى - محذوف الأسانيد المؤلف : القاضي عياض    الجزء : 1  صفحة : 516
وَعَلَى كُلِّ حَالٍ فَمَا أَتَوْا فِي ذَلِكَ بِمَقَالٍ بَلْ صَبَرُوا عَلَى الْجَلَاءِ، وَالْقَتْلِ، وَتَجَرَّعُوا كَاسَاتِ الصَّغَارِ [1] وَالذُّلِّ، وَكَانُوا مِنْ شُمُوخِ [2] الْأَنْفِ [3] وَإِبَاءَةِ الضَّيْمِ بِحَيْثُ لَا يُؤْثِرُونَ ذَلِكَ اخْتِيَارًا، وَلَا يَرْضَوْنَهُ إِلَّا اضْطِرَارًا.. وَإِلَّا فَالْمُعَارَضَةُ- لَوْ كَانَتْ مِنْ قُدَرِهِمْ [4] - وَالشُّغْلُ بِهَا أَهْوَنُ عَلَيْهِمْ، وَأَسْرَعُ بِالنَّجْحِ [5] وَقَطْعِ الْعُذْرِ، وَإِفْحَامِ الْخَصْمِ لَدَيْهِمْ.. وَهُمْ مِمَّنْ لَهُمْ قُدْرَةٌ عَلَى الْكَلَامِ، وَقُدْوَةٌ فِي الْمَعْرِفَةِ بِهِ لِجَمِيعِ الْأَنَامِ، وَمَا مِنْهُمْ الا من جهد جهده واستنفر [6] مَا عِنْدَهُ فِي إِخْفَاءِ ظُهُورِهِ، وَإِطْفَاءِ نُورِهِ فَمَا جَلَوْا [7] فِي ذَلِكَ خَبِيئَةً [8] مِنْ بَنَاتِ شفاههم [9] ، ولا أتوا بنطفة [10] من

[1] الصغار: بفتح الصاد المهملة وهو المذلة.
[2] شموخ: بفتح الشين المعجمة مصدر شمخ اذا ارتفع وهو كناية عن غاية التكبر
[3] الانف: بفتح الهمزة والمد وضم النون جمع أنف او يجوز فتح الهمزة وسكون النون بالافراد.
[4] قدرهم: بضم القاف وفتح الدال المهملة جمع قدرة.
[5] النجح: بضم النون وسكون الجيم وحاء مهملة وهو الظفر والفوز بمطلوبهم وهو ابطال الحجة عليهم.
[6] جهده: بفتح الجيم وضمها الطاقة والمشقة.
[7] جلوا: أظهروا.
[8] خبيئة: بفتح الخاء المعجمة وكسر الباء الموحدة وسكون المثناة التحتية والهمزة والهاء فعيلة بمعنى مفعولة أي مختبأة في ضمائرهم ومستوره تحت أستار سرائرهم.
[9] بنات شفاههم: أي كلمات يتلفظون بها، شبهت الكلمة بالبنت، والشفة بالأم لظهورها منها، وهي استعارة تصريحية أو مكنية.
[10] بنطفة: بضم النون وسكون الطاء المهملة والفاء، وهي الماء الصافي من نطف بمعنى صب والناطف السائل والمراد القطرة القليلة. وفي نسخة نقطة بالقاف مقدمة على الطاء.
اسم الکتاب : الشفا بتعريف حقوق المصطفى - محذوف الأسانيد المؤلف : القاضي عياض    الجزء : 1  صفحة : 516
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست