اسم الکتاب : الصحيح من أحاديث السيرة النبوية المؤلف : الصوياني، محمد الجزء : 1 صفحة : 172
قلت لهم: فأنا أدلكم على كنزه. قالوا: فدلنا عليه. فدللتهم عليه فاستخرجوا ذهبًا وورقًا، فلما رأوها قالوا: والله لا تدفنوه أبدًا فصلبوه ثم رجموه بالحجارة، وكان ثم رجل آخر فجعلوه مكانه. قال يقول سلمان: فما رأيت رجلًا لا يصلي الخمس أفضل منه أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلًا ونهًار منه، فأحببته حبًا لم أحبه شيئًا قط، فما زلت معه زمانًا ثم حضرته الوفاة فقلت له: يا فلان إني قد كنت معك فأحببتك حبًا لم أحبه شيئًا قبلك، وقد حضرك ما ترى من أمر الله فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال: أي بني والله ما أعلم أحدًا على ما كنت عليه، لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا كثيرًا مما كانوا عليه إلا رجل بالموصل وهو فلان، وهو على ما كنت عليه فالحق به. فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل فقلت له: يا فلان إن فلانًا أوصاني عند موته أن ألحق بك، وأخبرني أنك على أمره. فقال: فأقم عندي. فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه، فلم ألبث أن مات، فلما حضرته الوفاة قلت له: يا فلان إن فلانًا أوصاني إليك وأمرني فألحق بك وقد حضر من أمر الله ما ترى فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال: أي بني والله ما أعلم رجلًا على مثل ما كنا عليه إلا رجل بنصيبين وهو فلان فالحق به، فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين فجئته فأخبرته بما أمرني به صاحبه، فقال: أقم عندي فأقمت عنده فوجدته على أمر صاحبيه فأقمت مع خير رجل، فوالله ما لبث أن نزل به الموت، فلما حضر قلت له: يا فلان إن فلانًا أوصى بي إلى فلان. وأوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال: يا بني ما أعلم بقي أحد على ما آمرك أن تأتيه إلا رجلًا بعمورية من أرض الروم على مثل ما نحن عليه فإنه على أمرنا. فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية فأخبرته خبري فقال: أقم عندي، فأقمت عند خير رجل على هدى أصحابه وأمرهم، واكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة، ثم نزل به أمر الله فلما حضر قلت له: يا فلان إني كنت مع فلان فأوصى بي إلى فلان، ثم أوصى فلان إلى فلان، ثم أوصاني فلان إلى فلان، ثم أوصى بي فلان إليك، فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال: والله ما أعلم أصلح لك على ما كنا عليه أحد من الناس
اسم الکتاب : الصحيح من أحاديث السيرة النبوية المؤلف : الصوياني، محمد الجزء : 1 صفحة : 172