اسم الکتاب : الصحيح من أحاديث السيرة النبوية المؤلف : الصوياني، محمد الجزء : 1 صفحة : 118
كنت إنما تطلب الشرف فينا سودناك علينا، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك به رئيًا تراه قد غلب عليك (وكانوا يسمون التابع من الجن الرئي) فربما كان ذلك بذلنا أموالنا في طلب رآه لك حتى نبرئك منه أو نعذر فيك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما بي ما تقولون، ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسولًا، وأنزل علي كتابًا وأمرني أن أكون لكم بشيرًا ونذيرًا، فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقالوا: يا محمَّد فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك فقد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق بلادًا ولا أقل مالًا ولا أشد عيشًا منا، فسل ربك الذي بعثك بما بعثك به هذه الجبال التي قد ضيقت علينا، ويبسط لنا بلادنا وليفجر لنا فيها أنهارًا كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا من مضى من آبائنا وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب فإنه كان شيخًا صدوقًا، فنسألهم عما تقول حق هو أم باطل، فإن صنعت ما سألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منزلتك ثم الله، وأنه بعثك بالحق رسولًا كما تقول فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما بهذا بعثت إنما جئتكم من الله بما بعثني به فقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم، فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم. قالوا: فإن لم تفعل لنا هذا فخذ لنفسك فسل ربك أن يبعث ملكًا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك واسأله فليجعل لك جنانًا وكنوزًا وقصورًا من ذهب وفضة ويغنيك بها عما نراك تبتغي فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمس نعرف فضل منزلتك من ربك إن كنت رسولًا كما تزعم. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أنا بفاعل، ما أنا بالذي يسأل ربه هذا، وما بعثت إليكم بهذا ولكن الله بعثني بشيرًا ونذيرًا، فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم. قالوا: فأسقط السماء علينا كسفًا كما زعمت أن ربك
اسم الکتاب : الصحيح من أحاديث السيرة النبوية المؤلف : الصوياني، محمد الجزء : 1 صفحة : 118