responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة في صحيح السيرة النبوية - العهد المكي المؤلف : الفالوذة، محمد إلياس    الجزء : 1  صفحة : 101
حديث حليمة السعدية
(حديث حليمة عما رأته من الخير بعد تسلمها له - صلى الله عليه وسلم -):
قال ابن إسحاق: وحدثني جَهْم بن أبي جَهْم مولى الحارث بن حاطب الجُمحيّ، عن عبد الله بن جَعْفر بن أبي طالب. أو عمَّن حدّثه عنه قال: كانت حليمة بنت أبى ذُؤَيب السّعْدية. أمْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي أرضعته، تحدّث: أنها خرجتْ من بَلَدها مع زوجها، وابن لها صغير [1] تُرضعه في نِسْوة من بني سَعد بن بَكْر، تلتمس الرضعاء، قالت: وذلك في سنة شَهْباء، لم تُبْق لنا شيئا. قالت: فخرجت على أتان لي قَمراء [2]، معنا شارف [3] لنا، والله ما تَبِضّ [4] بقطرة، وما ننام ليلَنا أجمعَ من صبيِّنا الذي معنا، من بكائه من الجوع، ما في ثديىّ ما يُغْنيه، وما في شارفنا ما يغديه -قال ابن هشام: ويقال: يغذيه [5] - ولكنَّا كنّا نرجو الغيثَ والفرج فخرجت على أتاني تلك فلقد أدَمْتُ [6] بالرَّكب حتى شق ذلك عليهم ضعفا وعجَفا [7]، حتى قَدِمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منَّا امرأة إلا وقد عُرض عليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فتأباه، إذا قيل لها إنه يَتيم، وذلك أنا إنما كنّا نَرْجو المعروفَ من أبى الصبيّ، فكنَّا نقول، يتيم! وما عسى أن تَصْنع أمُّه وجدُّه! فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمتْ معي إلا أخذتْ رضيعا غيري، فلمَّا أجْمعنا الانطلاق قلت لصاحبي: والله إني لأكره أن أرجعَ من بين صَواحبي رقم آخذْ رضيعا، والله لأذهبنّ إلى ذلك اليَتيم فلآخذنه؛

[1] يقال: إن اسمه عبد الله بن الحارث. (راجع شرح المواهب والمعارف والطبقات).
[2] القمرة (بالضم): لون إلى الخضرة، أو بياض فيه كدرة. يقال: حمار أقمر، وأتان قمراء.
[3] الشارف: الناقة المسنة.
[4] ما تبض: ما ترشح بشيء.
[5] وما ذكره ابن هشام أتم في المعنى من الاقتصار على ذكر الغداء دون العشاء. ويروى: "ما يعذبه" أي ما يقنعه حتى يرفع رأسه وينقطع عن الرضاع.
[6] كذا في 1 - ولقد شرحها أبو ذر فقال: فلقد أدمت بالركب، أي أطالت عليهم المسافة لتمهلهم عليها، مأخوذ من الشيء الدائم. وفي سائر الأصول: "أذمت" أذمت الركاب: أعيت وتخلفت عن جماعة الإبل، ولم تلحق بها. يريد أنها تأخرت بالركب، أي تأخر الركب بسببها.
[7] العجف: الهزال.
اسم الکتاب : الموسوعة في صحيح السيرة النبوية - العهد المكي المؤلف : الفالوذة، محمد إلياس    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست