الفصل الحادي والعشرون
الإسلام دين الحسن والجمال
سمى الناس ملامح المرأة ودلالها فقط حسنا، ولكن ذلك قصور نظر موجه لفترة أيام الشباب فقط، ثم إن مقياس الجمال مختلف متفاوت لدى سكان البلاد المختلفة في العالم، ومن هنا تعسر الوصول إلى تعريف للحسن متفق عليه، ففي شمال روسيا تعتبر العيون الصافية الزرقاء مثل السماء في غاية الجمال، ولكن العرب يكرهون العيون الزرقاء، وأهل أوربا يمدحون الشعر الذهبي، وأهل آسيا يرون الضفائر السوداء حسنة، وأوربا تفتخر باللون الأبيض، ولكن الحبشة يحصرون الجمال فى اللون الأسود.
وليس قصدنا من عنوان ((دين الحسن والجمال)) إن الإسلام ينظر إلى ذلك الجمال النسائي ويمجده ويصوره، نعم، يضع الإسلام الجمال في منزلة عالية، ويعتبره صنعا ربانيا حسنا. وهذا العالم كله مظهر الجمال، وكل شيء فيه جميل في نظر الإسلام.
الجمال البشري:
قال تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} (التين: 4).
ويعم لفظ التقويم التكوين الداخلي والخارجي. ويعلم علماء التشريح أن مخ الإنسان وقلبه وكبده وأحشاءه وأعصابه أحسن وأعلى بكثير من سائر الحيوان. وقد اجتمعت في أسنانه وأمعائه صفات الحيوان الذي يأكل النبات والذي يأكل اللحم.
المظهر الحسن:
قال تعالى: {وصوركم فأحسن صوركم} (غافر: 64).
إن قوله ((فأحسن صوركم)) يتضمن ما يمتاز به الإنسان، زنجيا كان أو فرنجيا، بين سائر الحيوان من صفاء البشرة ونعومة الجلد واستواء القامة ووسامة الوجه.
صفات الزوجة:
قال تعالى: {لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} (الروم: 21).