الفصل التاسع عشر
الإسلام دين التقوى
ألف: الخمر هي أكثر ما يفسد التقوى، ولكن بولوس قال لا تشربوا الماء الصافي، بل اشربوا قليلا من الخمر لإصلاح المعدة وإبعاد أكثر الضعف [1].
إن الأمر بشرب الخمر والنهي عن شرب الماء الصافي قد أديا بأوربا وأمريكا إلى أن نسي الناس شرط ((القليل)) وصارت الخمر أم جميع الخبائث كما صرح القرآن وذكرت السنة.
ب - وقد فندت الصحة تعليل بولس أيضا، وصرحت بأن الخمر تحدث تأثيرا سيئا في المعدة والكبد والقلب والمخ، وتزيل قوة الأعصاب. فقد تم حظر الخمر في الحرب العالمية (1914 - 1918م) على الجنود حفاظا على قوتهم الجسمية، وقد أراد الملك جورج أن يكون نموذجا لجيشه واتبعه قيصر روسيا. وقد منعت أمريكا صنع الخمر في البلاد، وفرضت الحظر على بيعها وشرائها.
وقد صرح خبراء علماء الأخلاق بأن الخمر تفسد الأخلاق، ويقول علماء الاقتصاد أن الخمر تؤدي إلى الفاقة وإضاعة المال، وقال قضاة المحاكم العليا إن الجرائم البشعة مثل القتل والزنا بالإكراه وقطع الطريق تقع في الأغلب من السكارى مدمني الخمور.
ج - وفي الهندوسية أيضا تقدم الخمر لإرضاء الآلهة أو الآلهات، ومن الطبيعي أن العباد والنساء يقبلون على الشيء الذي يرضي الآلهة، وقد سمى بعض الهنادك الخمر ((ماء الكنك)) إشارة إلى قدسيتها (*).
والإسلام هو الدين الأول الوحيد الذي وصف الخمر بأنها رجس من عمل الشيطان وأم الخبائث.
وحرم منها القليل لأن كثيره مسكر. وبذلك يثبت أن الإسلام دين التقوى. [1] رسالة بولس الأولى إلى تيموثاؤس في العهد الجديد 5/ 23. (*) نهر الكنك مقدس لدى الهنادكة.