فهل يستطيع إثبات من يرفض هذه الحقيقة، سبق هذه الإصلاحات على ظهور الإسلام؟ وهل يستطيع أن يبرهن على أن أعمال الإسلام العلمية والعملية لم تكن أمام عيونهم وقلوبهم قبل الحصول على هذه الحرية؟
والحقائق المذكورة تدل على أن الإسلام أفاد سكان أوربا وآسيا فمنحهم رقي الفكر وحرية الشعور والتفرقة بين النافع والضار.
يسمى اليهود الملك زوج مائة امرأة وحيد الإله. ويصف بنو إسرائيل الملك صاحب ألف امرأة بأن قلبه يشبه قلب الله. ويمدح الهنادكة (كرشنا) الذي كان يداعب 16 ألف امرأة بأنه صاحب ست عشرة زينة، ويعتقد الآرية ورت أن (درويدي) وحدها كانت زوجة شرعية لستة من الباندو، ومن هنا وجب على الجميع أن يفكروا كيف استقامت أفكارهم في تعدد الزوجات. وهل يزعم أحد أن ذلك ناتج عن تعليم النصرانية أو سلوك النصارى؟ كلا، فإن النصرانية ساكتة في التعدد، ونموذجها العملي كان نتيجة القانون
الشرعي الذي تأخر صدوره كثيرا عن الحكم الإسلامي، وفرض على الأوربي ذي الدم البارد الاكتفاء بزوجة واحدة. ولو رجعوا إلى التاريخ لوجدوا أن القرآن نطق بقوله (فواحدة) قبل تنفيذ ذلك القانون بكثير، فحرك قلب كل عاقل لسن مثل هذا القانون.
وبهذه النظائر يجب الاعتراف بأن الإسلام قد منح جميع الأقوام بركات كثيرة بواسطة.
كان الفرس يفتخرون بكأس (جم) الملوءة خمرا، ويرون الكأس المسكرة كأس تصوير العالم.
وكان الآريون يشربون الخمور نذورا على الآلهة ... وكان النصارى يحكون باعتزاز فعل عيسى بتحويل آنية الماء إلى جرات الخمر ... وكان البولسيون يمنعون استعمال الماء الخالص، ويلزمون مزجه بقليل من الخمر .. وكان الإيطاليون والعرب والافريقيون يحمون ساحات الحرب بحرارة الخمر .. وكان الرومان قد تخلوا عن مسؤولية القيادة مقابل جرعة واحدة للخمر من كليوبترا.
فهل يذكر أحد من هؤلاء معروف الإسلام الذي أسداه إلى أمم العالم وأديانه بتحريمه الخمر؟ كلا ثم كلا، إن الإسلام هو الذي جعل الخمر أم الخبائث، ووصفها بعدو الروحانية ومبعث الشر والعداء، وهو الذي جعلها من عمل الشيطان وإبليس وأهرمن.