responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 95
العالمين [1].

قريش والهجوم على المسلمين في المدينة:
كان عداء قريش كله للمؤمنين وللنبي - صلى الله عليه وسلم - عداء شديدا حتى أنها لم يقر لها قرار رغم هجرة المسلمين لوطنهم واستيطانهم المدينة على بعد ثلاثمائة ميلا، وقد سبق لقريش أن حاولت استرجاع المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك لعدل حاكم الحبشة، ولوجود البحر حائلا بينهم وبين تحقيق هدفهم. وهكذا لم يتمكنوا من اتخاذ أي إجراء أكثر مما قاموا به، وحين بدأ المسلمون الهجرة إلى المدينة، عقدت قريش جميعها النية على مهاجمة المدينة، فكتب قريش مكة بذلك إلى عبد الله بن أبي ورفقائه من الأوس والخزرج ممن كانوا يعبدون الأوثان.

المؤامرة الأولى ضد المسلمين:
كتبوا إليه ما يلي:
"إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل شبابكم ونستبيح نساءكم".
فلما وصل هذا الخطاب إلى عبد الله بن أبي ورفاقه، عزموا على قتال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخبر، فخرج إليهم في "مجمع" وناقشهم في الأمر.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، لأنكم إن قاتلتم المسلمين، فإنما تقاتلون أبناء كم وأخواتكم، وإذا أجبرتم على قتال قريش فإنما تقاتلون من هم غير أهلكم"
فلما سمعوا خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - تأثروا بها وتفرقوا [2].

المؤامرة الثانية:
وبعد ذلك بدأت قريش مكة في التآمر سرا مع يهود يثرب، ولما تمكنوا من ضمهم إليهم خفية، أرسلوا إلى المسلمين - وهم يعتمدون على نجاحهم هذا - يقولون لهم

[1] قال المسيح: لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض، ما جئت لألقي سلاما بل سيفا (إنجيل متى، الأصحاح 10/ 34).
[2] سنن أبي داود 3/ 3004 عن عبد الرحمن بن كعب باب في خبر النفير.
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست