الباب الأول
معاهدة بين الأمم لاستتباب الأمن، مؤامرات قريش وهجماتها على المسلمين، نقض اليهود للعهد، نجاح المسلمين، وحرية الدعوة إلى الإسلام، انتشار الإسلام، استتباب الأمن
•---------------------------------•
سبق أن ذكرنا أن المدينة كانت عامرة بأناس من مختلف الأجناس، تعددت دياناتهم وتباينت، وكان هناك عدد من قبائل اليهود يتمتع بقوة كبيرة، وكانت هذه القبائل تسكن في حصون منفصلة خاصة بها.
وحين وصل النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة رأى في السنة الأولى من الهجرة أن من المناسب عقد معاهدة بين سائر الأقوام على أصول عالمية حتى يؤسس وحدة قومية داخل الأمم متعددة النسل متعددة الأديان، فيتحقق التعاون والتكاتف بين الجميع في سبيل الحضارة والمدنية. وفيما يلي أهم فقرات هذه المعاهدة ([1]):
"هذا كتاب من محمد النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم".
إنهم أمة واحدة.
وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين.
وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة
وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم.
وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين. [1] سيرة ابن هشام المجلد 1 [ص:178]، ط بولاق، مصر.