هذه هي قوة القدرة الإلهية العظيمة، وسر إرادة الفطرة الإنسانية، السر الذي وقف العالم أمامه عاجزا عن الإتيان بمثله.
التنبؤ السادس: عن استمرارية كتابة القرآن وتزايد نشره وطبعه في صورة كتاب. قال تعالى: {وكتاب مسطور (*) في رق منشور} (الطور: 2 - 3).
الرق هو الجلد المرقق الذي يعد للكتابة، وكذا الصحيفة الرقيقة البيضاء النقية التي تعد للكتابة.
وأطلق في الآية على القرآن كلمة الكتاب والمسطور ثم المنشور، ومعنى النشر هو البسط والامتداد، وهو الذي نعبر عنه اليوم بالانتشار والذيوع. التنبؤ السابع: عن عدم وقوف الباطل أمام القرآن. قال تعالى:
{لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} (فصلت: 42).
بذلت الفلسفة القديمة (باطل من بين يديه) والفلسفة الجديدة (باطل من خلفه)
أقصى الجهود ولكنهما لم تستطيعا الوقوف أمام القرآن، ولم تقاوما أصلا من أصوله ولا معنى من معانيه، أي لم تنقص الفلسفة القديمة فيه شيئا، ولا زادت الفلسفة الجديدة فيه شيئا، فالقرآن كتاب كامل لا يسع تدخلا من أحد.
أربعة تنبؤات عن الإسلام
التنبؤ الاول: عن غلبة هدى الإسلام مع كره الكفار. قال تعالى:
{هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} (التوبة: 33).
جنوب الجزيرة العربية والنصرانية: من أحوال الجزيرة العربية السياسية، زمان البعثة المحمدية أن سلطتة الحبشة كانت في جنوبها، وكانت روما تسيطر على القطاع الشمالي منها، وكانت الدولتان تدين بالنصرانية التي دخلت الجزيرة العربية في عام 320 م،