responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 833
الشعر، فقال لبيد: أمير المؤمنين، ما أحببت الشعر منذ أبدلني الله به القرآن، وقد سر عمر بإجابته وزاد في راتبه خمسمائة درهم سنويا [1].
وسمع أبو طلحة الأنصاري قوله تعالى:
(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} (آل عمران: 92).
وكانت عنده حديقة يبلغ دخلها خمسين ألف درهم سنويا، فحضر مجلس النبي (ص) وأنفقها في سبيل الله [2].
ولو جمعنا مثل هذه النظائر لبلغت مئات.
وكانت آية من القرآن تقضي على شدة الغضب والانتقام لدى الملوك العظام مثل محمود وصلاح الدين يوسف وعبد الرحمن الداخل والمنصور العباسي، آية واحدة من القرآن يتلوها أحد من المسلمين فكانت تغير أحوال الجبابرة وتهدئ حدتهم كأن جرة من الماء أسكنت شرارة من نار. وهذه الوقائع هي التي تدل على قبولية القرآن وتوضح مدى سيطرة عظمته وحرمته على القلوب.
خصائص القرآن الكريم
إن الخصائص التي تميز هذا الإمام المبين من الصحف السابقة وتعلي منزلته عليها كثيرة نذكر منها ما يأتي:
1 - سعة تعليم القرآن وعمومه للعالم كله. وهذه الميزة خاصة بالقرآن وحده. ومن يقرأ في التوراة في مئات المواضع عبارة ((رب بني إسرائيل)) ثم ينظر في القرآن كلمة ((رب العالمين)) يدرك فضل القرآن على التوراة جيدا.
والقرآن نفسه يصرح عن ميزته هذه فيقول:
{إن هو إلا ذكر وقرآن مبين (*) لتنذر من كان حيا} (ص: 69 - 70).
إن لفظ ((من)) يأتي في العربية لذوي العقول، ولذا يشمل كل فرد من أفراد الإنسان،

[1] الاستيعاب3/ 1337، والإصابة 3/ 326.
[2] البخاري رقم 1461.
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 833
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست