جميع البلاد، ولم يكن هناك علة مفهومة لكثرة الأمم الأوربية وغلبتها لدى العقل أو الوهم أو القياس.
وكان العالم الإسلامي على هذه الحالة في حياة الإمام مسلم (ت 261 هـ) ولكن الصحابي يروى الحديث المذكور، والإمام يثبته في كتابه بكامل اليقين والإيمان بصحته. وعلى العالم أن ينظر أحوال أمريكا (وهي في أصلها أوربية) وبريطانيا وإيطاليا والبرتغال والسويد والنروج وسويسرا وأسبانيا وألمانيا وغيرها.
تنبؤ بما يحدث في الزمن المعاصر
أخرج البيهقي والحاكم عن أبي هريرة ومعاوية والطبراني عن عوف بن مالك الأشجعي أن النبي (ص) قال في حديث طويل: ((تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة)) [1].
كان لكل فرد من أفراد الأمة المحمدية منفردا ومجتمعا عند نزول القرآن اسم واحد وهو المسلم، كما ورد في القرآن الكريم {هو سماكم المسلمين} (الحج: 78). وكان هذا الاسم علما للمسلمين إلى بداية عهد أمير المؤمنين علي، ولما خرجت الخوارج ظهرت فرق جديدة وأسماء جديدة، وكل فرقة تفتخر باسمها، وهذا التنبؤ تحقق وصدق ولا يزال يصدق، وملايين المسلمين ودعاويهم المتنوعة يؤيد ما قلنا.
وكان قصد المؤلف بيان معجزات النبي (ص) الخاصة بالأخبار عن الغيب، وما سبق بيانه على سبيل المثال يحقق ولله الحمد، هذا القصد، والحصر صعب وعسير.
القسم الرابع من المعجزات النبوية
من صفات رب العالمين السامية قبول دعاء العباد، وهو الرؤوف الرحيم يقبل دعاء كل عبد إذا دعاه باعتقاد واضطرار، يقول تعالى: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه} (النمل: 62). [1] سنن البيهقي 208/ 10، مستدرك الحاكم 128/ 1، الطبراني 17/ 18 رقم 129.