وليعلم أن هذا الحديث أورده الإمام النسائي في صحيحه وقد ولد النسائي عام 215 هـ وتوفي عام 303 هـ.
وأول هجوم على الهند قام به السلطان محمود الغزنوي كان عام 393 هـ، أي بعد نحو قرن من نشر كتاب سنن النسائي.
وكذلك ينبغي أن نتذكر أن الهند في كتب المسلمين اسم نهر اتك، وعلى هذا سموا الأمم الساكنة ما وراء اتك ((هندو)) ومن هنا سمى الإنجليز الهند ((انديا)) بلغتهم.
وعلى هذا يصدق الحديث على نفس الغزوة التي يتم فيها عبور نهر اتك.
التنبؤ بما حدث سنة 654 هـ
((لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى)) [1].
ورد هذا الحديث في صحيح البخارى وصحيح مسلم، وتوفى البخاري في عام 256 هـ، وتوفى مسلم في عام 261 هـ، وكانت كتبهما قد انتشرت في جميع البلدان الإسلامية في زمان حياتهما، وكانت لها نسخ يتداولها الناس فيما بينهم درسا وتدريسا في الأقطار الإسلامية وتحقق قول النبي (ص) في جمادى الأخرى عام 654 هـ، أي بعد وفاة الشيخين بنحو أربعة قرون، وشهود العيان لهذه النار التي ابتدأت ببركان الجبل، ألفوا كتبا مستقلة، وقد شهد الشيخ صفي الدين المدرس بدرسة بصرى أن اليوم الذي ظهرت فيه هذه النار في الحجاز رأى بدو بصرى إبلهم في ضوئها في تلك الليلة وعرفوها، وقد اندلعت هذه النار غرة جمادى الآخرة من الجبل، وفي اليوم الثاني أحس الناس سرعة في حركة الزلزال وقد اشتدت في اليوم الثالث، وفي اليوم الرابع سمع رعد مع الزلزال، كأن الأفلاك ترعد، وفي اليوم الخامس غطى الدخان السماء والأرض والأفق، وبدأ اللهيب يرتفع، والحجر يذوب، فكان المرأى كأن نهرا أحمر ينصب من الجبل، وكان اتجاه النار إلى المدينة يوما بعد يوم، وقد قضى أهل المدينة ليلة الجميعة في المسجد النبوي يذكرون الله ويتضرعون إليه، فلما أصبحوا رأوا أن اتجاه النار قد تغير، والعجيب أن الهواء الذي كان يأتي إلى المدينة عند اشتداد النار في هذا الوقت كان نسيما باردا. [1] البخاري (78/ 13 رقم 7118)، ومسلم (4/ 2227 رقم 2902).