{يا أبت افعل ما تؤمر} (الصافات: 102).
فلنتأمل لقد اعتبر الصورة المرئية في المنام أمرا إلهيا، ومن هنا وجب تنفيذ هذا الأمر.
وقد ذكر الله تعالى رؤيا للنبي (ص) أيضا في سورة الفتح، يقول:
{لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين} (الفتح: 27).
وكان المسجد الحرام والحلق والقصر في هذه الرؤيا أيضا في معانيها الأصلية الحقيقية وبعد الرؤيا تأتي مشاهدات النبي (ص) واطلاعاته التي تلقاها من الله عز وجل ثم أخبر بها العالم. ونذكر هنا بعض الأمثلة بإيجاز.
الإخبار عن بعض أحداث المسقبل
1 - عن حذيفة قال (لقد خطبنا النبي (ص) خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه وجهله من جهله، إن كنت لأرى الشيء قد نسيت، فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل، إذا غاب عنه فرآه فعرفه) [1].
وزاد في صحيح مسلم برواية أبي زيد قال: صلى بنا رسول الله (ص) الفجر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم خطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا.
إخبار عن الجهاد البحري
2 - عن أنس أن النبي (ص) دخل على أم حرام فنام في بيتها ثم استيقظ، وهو يضحك فقالت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال:
((ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة)) قالت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا رسول الله (ص) ثم [1] البخاري 6604 القدر، مسلم 4/ 2217 الفتن.