قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لكم الجنة (النجاة ورضاء الله في الآخرة).
قال المؤمنون: يا رسول الله، طمئنا بألا تتركنا يا رسول الله.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا أترككم، محياي ومماتي معكم.
وما أن سمع هؤلاء الفقرة الأخيرة حتى نهضوا فرحين مغتبطين يبايعونه على الفداء والإخلاص [1] وكان البراء بن معرور رضي الله عنه أول من بايعه في تلك الليلة.
ورأى شيطانا من الشياطن هذا المشهد من فوق القمة فصرخ ينادي أهل مكة: تعالوا إن محمدا وجماعة من أناسه يتشاورون على حربكم.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تبالوا بهذا الصوت، فقال العباس بن عبادة: لو أذنت لنا لأعملنا سيوفنا في أهل مكة غدا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا، لم يؤذن لي في الحرب بعد" [2].
نقباء النبي - صلى الله عليه وسلم -:
ثم اختار النبي - صلى الله عليه وسلم - من بينهم اثنى عشر نقيبا، وقال لهم: مثلما اتخذ عيسى بن مريم لنفسه اثنى عشر نقيبا، اختاركم حتى تذهبوا إلى أهل يثرب فتنشروا فيهم الإسلام، وأما أهل مكة فأنا أنشر الإسلام فيهم.
وكان النقباء تسعة من الخزرج هم: أسعد بن زرارة، ورافع بن مالك، وعبادة بن الصامت (وكانوا في العقبة الأولى أيضا) وسعد بن الربيع، ومنذر بن عمرو، وعبد الله ابن رواحة وبراء بن معرور، وعبد الله بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة وثلاثة من الأوس هم: أسيد بن حضير، وسعد بن خيثمة، وأبو الهيثم بن تيهان.
قريش تقبض على مسلمين من يثرب:
ولما أصبحت قريش، عرفت بما جرى، فخرجت تطلب أهل يثرب، ولكن قافلتهم كانت قد رحلت مبكرا، فأدركت قريش سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو، فأما المنذر ففلت من قريش ولم يتمكنوا منه وأما سعد فقبضوا عليه، وربطوا يديه إلى عنقه [1] وقد تمت كلمة "إن النور يلمع في الظلام" إنجيل يوحنا 5/ 1. [2] زاد المعاد مجلد 1 [ص:304]- الاستيعاب 12.