وقد أخرج الشيخان عن ابن مسعود قال: كان رسول الله (ص) يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا [1].
وكان مبدأ النبي (ص) هذا مبنيا على العطف والرأفة، فقد أراد (ص) أن يستمع له المستمعون بنشاط الطبع وحضور القلب حتى تبقى فيهم الرغبة والشوق.
وكان من عادته (ص) أنه كان يتجوز في صلاته إذا سمع بكاء صبي كي تتفرغ له أمه [2].
ومن عادته (ص) أنه لم يكن يسمح لأحد أن يمشي معه وهو راكب، والصحابة الذين كانوا يلحون عليه كان يركبهم معه أو يعيدهم [3].
وكان (ص) يؤدي دين المسلم الديون إذا مات قبل دفنه من بيت المال، ولكنه (ص) لم يكن يقبل مال البيت أبدا [4].
وكان يقول: ((لا تغتابوا أحدا أمامي فإني أود أن لا يتغير صفاء قلبي نحوه)) [5].
وربما كان (ص) يدعو لأمته طول الليل، ويحب الأطفال ويسلم عليهم ويمسح رءوسهم، ويركبهم على دابته، ويأكل مع الغلمان على الأرض، وكانت هذه الأمور تصدر منه على سبيل الرأفة والعطف، وهذه الرأفة والرحمة كانتا من خصائصه.
الخاصية الثانية والعشرون
{وما أرسلناك إلا كافة للناس} (سبأ: 28).
ورد في الأصحاح الثالث من كتاب الخروج [6].
1 - فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق. [1] البخاري (68، 70)، ومسلم (2821). [2] البخاري (707). [3] الشفا (1/ 70). [4] الشفا (1/ 71). [5] الشفا (1/ 72). [6] الخروج (3/ 2 - 10).