responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 635
يحبسونهم لأنهم أجرموا بقبولهم الإسلام سوف يتحولون وهم في محبسهم إلى دعاة للإسلام وسوف يتمكنون من إدخال العشرات في الإسلام أيضا.
فعلى الذين يوجهون إلى الإسلام التهمة الكاذبة القائلة بأنه انتشر بالسيف أن يفكروا في هذه المعاهدة، فرغم أن قريشا تعهدت بحماية المرتدين عن الإسلام وتوفير متطلبات الحياة لهم، إلا أن أحدا لم يقبل هذه الحماية ويرتد عن الإسلام. وبإيجاز فإن آية العنوان تبرز خصائص النبوة (ص) واضحة جلية.
ولعل هذا القدر يكفي في هذا المقام، وصلى الله تعالى على نبيه وحبيبه وآله وأزواجه وذرياته وبارك وسلم.

الخاصية الثالثة عشرة
{وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} (1)
هذه الآية من سورة الأنفال، وقد روى سعيد بن جبير عن حبر الأمة ابن عباس: أن سورة الأنفال نزلت ببدر [2]، وهكذا ثبت أن الحادث الذي تشير إليه هذه الآية من أحداث غزوة بدر.
وقد اتقق أهل السير والمغازي على أن النبي (ص) لما رأى جيش قريش قال [3]: ((اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسلك، اللهم فنصرك الذي وعدتني)) فأتاه جبريل وقال: خذ قبضة من التراب فارم بها في وجوههم ثم انظر ماذا يفعل الله تعالى، فأخذ النبي (ص) قبضة من تراب فرمى بها وجوههم، وكان في هذا الجيش نحو من ألف بلغ بهم الكبر والفخر حدا ليس له نهاية، وقد وصل هذا التراب إلى عيون الجميع، وكشف لهؤلاء الذين عميت قلوبهم أن الذين يتعامون عن منزلة الرسول (ص) وشأنه يجدر بهم أن تعشو أبصارهم وتكتحل عيونهم بتراب قدم الرسول الكريم (ص).

(1) سورة الأنفال: 17.
[2] من الصحيحين.
[3] لباب التأويل (3/ 15)، الطبري (277/ 2).
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 635
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست